124

تفسير القرآن العظيم - جزء عم

الناشر

دار القاسم للنشر

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

﴿أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ أي: من أجل أن رأى نفسه غنيًا، وأصبح ذا ثروة ومال أشر وبطر، ثم توعده وتهدده بقوله:
﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ أي: المرجع، أي: مهما طغيت أيها الإنسان وعلوت واستكبرت واستغنيت فإن مرجعك إلى الله ﷿ بعد الموت.
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى﴾ تعجب من حال هذه الرجل الذي ينهى عبدًا إذا صلى، أي: أخبرني عن حال هذا الرجل.
﴿عَبْدًا إِذَا صَلَّى﴾ الذي ينهى، هو أبو جهل، قيل له: إن محمدًا يصلي عند الكعبة أمام الناس، يفتن الناس ويصدهم عن أصنامهم وآلهتهم، فمر به ذات يوم وهو ساجد فنهى النبي ﵊ وقال: لقد نهيتك فلماذا تفعل؟ فانتهره النبي ﵊ فرجع ثم قيل لأبي جهل: إنه- أي: محمدًا ﷺ ما زال يصلي فقال: والله لئن رأيته لأطأن عنقه بقدمي، ولأعفرن وجهه بالتراب، فلما رآه ذات يوم ساجدًا تحت الكعبة وأقبل عليه يريد أن يبر بيمينه وقسمه، لما أقبل عليه وجد بينه وبينه خندقًا من النار وأهوال عظيمة، فنكص على عقبيه وعجز أن يصل إلى رسول الله ﷺ.
﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى﴾.
﴿أَرَأَيْتَ﴾ يعني: أخبرني أيها المخاطب إن كان هذا الساجد محمد ﷺ على الهدى فكيف تنهاه عنه.
﴿أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى﴾ أي: أو أمر غيره بالإخلاص والتوحيد والعمل الصالح الذي تتقي به النار.
﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ﴾ أي: الناهي بالحق.

1 / 133