تفسير النسفي
محقق
يوسف علي بديوي
الناشر
دار الكلم الطيب
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٩ هجري
مكان النشر
بيروت
تصانيف
التفسير
أصنامهم هن بنات الله ﴿وَإِن يَدْعُونَ﴾ يعبدون ﴿إِلاَّ شيطانا﴾ لأنه هو الذي أغراهم على عبادة الأصنام فأطاعوه فجعلت طاعتهم له عبادة ﴿مَّرِيدًا﴾ خارجًا عن الطاعة عاريًا عن الخير ومنه الأمرد
لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا (١١٨)
﴿لَّعَنَهُ الله وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ﴾ صفتان يعني شيطانًا مريدا جامعا بين لعنة الله وهذ القول الشنيع ﴿مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا﴾ مقطوعًا واجبا لى من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعون وواحدا لله
وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا (١١٩)
﴿وَلأُضِلَّنَّهُمْ﴾ بالدعاء إلى الضلالة والتزيين والوسوسة ولو كان إنفاذ الضلالة إليه لأضل الكل ﴿وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ﴾ ولألقين في قلوبهم الأماني الباطلة من طول الأعمار وبلوغ الآمال ﴿ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام﴾ البتك القطع والتبتيك للتكثير والتكرير أي لأحملنهم على أن يقطعوا آذان الأنعام وكانوا يشقون آذان الناقة إذا ولدت خسمة أبطن وجاء الخامس ذكرًا وحرموا على أنفسهم الانتفاع بها ﴿وَلأَمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيّرُنَّ خَلْقَ الله﴾ بفقء عين الحامي وإعفائه عن الركوب أو بالخصاء وهو مباح في البهائم محظور في بني آدم أو بالوشم أو بنفي الأنساب واستلحاقها أو بتغيير الشيب بالسواد أو بالتحريم والتحليل أو بالتخنث أو بتبديل فطرة الله التي هي دين الإسلام لقوله لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ﴿وَمَن يَتَّخِذِ الشيطان وَلِيًّا مّن دُونِ الله﴾ وأجاب إلى ما دعاه إليه ﴿فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا﴾ في الدارين
يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (١٢٠)
﴿يَعِدُهُمْ﴾ يوسوس إليهم أن لا جنة ولا نار ولا بعث ولا حساب ﴿ويمنيهم﴾ مالا ينالون ﴿وَمَا يَعِدُهُمْ الشيطان إِلاَّ غُرُورًا﴾ هو أن يرى شيئًا يظهر خلافه
1 / 397