365

تفسير النسفي

محقق

يوسف علي بديوي

الناشر

دار الكلم الطيب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هجري

مكان النشر

بيروت

تصانيف

التفسير
لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (٩٥)
﴿لاَّ يَسْتَوِى القاعدون﴾ عن الجهاد ﴿مِنَ المؤمنين غَيْرُ أُوْلِى الضرر﴾ بالنصب مدني وشامي وعلي لأنه استثناء من القاعدين أو حال منهم وبالجر عن حمزة صفة للمؤمنين وبالرفع غيرهم صفة للقاعدين والضرر المرض أو العاهة ومن عمى أو عرج أو زمانة أو نحوها ﴿والمجاهدون فِى سَبِيلِ الله بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ﴾ عطف على القاعدون ونفى التساوي بين المجاهد والقاعد بغير عذر وإن كان معلومًا توبيخًا للقاعد عن الجهاد وتحريكًا له عليه ونحوه هَلْ يَسْتَوِى الذين يَعْلَمُونَ والذين لاَ يَعْلَمُونَ فهو تحريك لطلب العلم وتوبيخ على الرضا بالجهل ﴿فَضَّلَ الله المجاهدين بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ عَلَى القاعدين﴾ ذكر هذه الجملة بيانًا للجملة الأولى مرضحة لما نفى من استواء القاعدين والمجاهدين كأنه قيل مالهم لا يستوون فأجيب بذلك ﴿دَرَجَةً﴾ نصب على المصدر لوقوعها موقع المرة من التفضيل كأنه قيل فضلهم تفضلة كقولك ضربه سوطًا ونصب ﴿وَكُلًاّ﴾ أي وكل فريق من القاعدين والمجاهدين لأنه مفعول أول لقوله ﴿وَعَدَ الله﴾ والثاني ﴿الحسنى﴾ أي المثوبة الحسنى وهي الجنة وإن كان المجاهدون مفضلين على القاعدين درجة ﴿وَفَضَّلَ الله المجاهدين عَلَى القاعدين﴾ بغير عذر ﴿أَجْرًا عظيما﴾
دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (٩٦)
﴿درجات مّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً﴾ قيل انتصب أجرًا بفضل لأنه فى معنى أجرهم أجرا أو درجات ومغفرة ورحمة بدل من أجرًا أو انتصب درجات نصب درجة كأنه قيل فضلهم تفطيلات كقولك ضربة أسواطا أى ضربات وأجرا عظيما على أنه حال من الكرة التى هى درجات مقدمة عليها مغفرة ورحمة باضمار فعلهما إى غفر لهم روحمهم مغفرة ورحمة حاصلة أن الله تعالى فضل المجاهدين على القاعدين بعذر درجة وعلى القاعدين بغير عذر بأمر النبى ﵇ اكتفار بغيرهم

1 / 387