143

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

محقق

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

الناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٨ م

مكان النشر

إربد

تصانيف

﴿يُرْضُوهُ﴾ (^١) فاكتفى بذكر أحدهما دلالة على الآخر. ونظير القول الأول قوله تعالى:
﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَها﴾ (^٢) ردّ الكناية إلى الفضة لأنّها أغلب وأعم. وقال تعالى: ﴿وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْها﴾ (^٣) ردّ الكناية إلى التجارة لأنّها الأهم والأفضل. وقال الأخفش: (ردّ الكناية إلى كلّ واحدة منهما؛ أراد كلّ خصلة منهما الكبيرة كقوله تعالى: ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها﴾ (^٤) يعني كلّ واحدة منهما، وقال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ آيَةً﴾ (^٥) ولم يقل آيتين؛ أراد جعلنا كلّ واحد منهما آية).
قوله تعالى: ﴿(وَإِنَّها لَكَبِيرَةٌ)﴾ أي ثقيلة شديدة إلا على الخاشعين؛ أي المؤمنين.
وقيل: إلا العابدين المطيعين. وقيل: الخائفين. وقيل: المتواضعين. وقال الزجّاج:
(الخاشع الّذي يرى أثر الذّلّ والخشوع عليه؛ ويقال: خشع؛ إذا رمى ببصره إلى الأرض، وأخشع إذا طأطأ رأسه للسّجود).والخشوع والخضوع نظيران؛ إلا أن الخضوع يكون بالبدن والخشوع بالبصر والصوت والقلب كما قال تعالى: ﴿خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ﴾ (^٦) ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ﴾ (^٧) ﴿أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ﴾ (^٨).
قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ؛﴾ أي الذين يعلمون ويستيقنون؛ لأنّهم لو كانوا شاكّين لكانوا كافرين. ومثله: ﴿إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ﴾ (^٩) أي أيقنت. قوله تعالى: ﴿وَأَنَّهُمْ إِلَيْهِ راجِعُونَ﴾ (٤٦)؛فيجزيهم بأعمالهم.

(^١) التوبة ٦٢/.
(^٢) التوبة ٣٤/.
(^٣) الجمعة ١١/.
(^٤) الكهف ٣٣/.
(^٥) المؤمنون ٥٠/.
(^٦) القلم ٤٣/.
(^٧) طه ١٠٨/.
(^٨) الحديد ١٦/.
(^٩) الحاقة ٢٠/.

1 / 160