تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني
محقق
هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي
الناشر
دار الكتاب الثقافي الأردن
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
٢٠٠٨ م
مكان النشر
إربد
تصانيف
فعلت. فأثنوا عليه؛ وقالوا: لا نزال بخير ما عشت. فرجع المسلمون إلى رسول الله ﷺ فأخبروه بذلك، فأنزل الله هذه الآية).ومعناها: وإذا لقوا الذين آمنوا، أبا بكر وأصحابه؛ قالوا: أمنّا كإيمانكم.
وقرأ محمد بن السّميقع: «(وإذا لاقوا)» وهما بمعنى واحد، وأصل (لقوا):لقيوا؛ فاستثقلت الضمّة على الياء فنقلت إلى القاف وسكّنت الواو والياء، فحذفت الياء لالتقاء السّاكنين.
قوله تعالى: ﴿وَإِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ؛﴾ أي مع شياطينهم؛ وهم رؤساؤهم في الضّلالة. قال الأخفش: (كلّ عاقّ متمرّد فهو شيطان).ومعنى ﴿(خَلَوْا)﴾ أي جمعوا. ويجوز أن يكون من الخلوة؛ يقال: خلوت به وخلوت معه وخلوت إليه؛ كلّها بمعنى واحد. قال ابن عبّاس: «﴿(شَياطِينِهِمْ)﴾ رؤساؤهم وكبراؤهم وكهنتهم وهم خمسة نفر من اليهود).ولا يكون كاهن إلاّ ومعه شيطان، منهم كعب بن الأشرف بالمدينة؛ وأبو بردة في بني أسلم؛ وعبد الدار في جهينة؛ وعوف بن عامر في بني أسد؛ وعبد الله بن السّوداء في الشام. والشيطان المتمرّد العاتي من كلّ شيء؛ ومنه قيل للحيّة النّصناص: شيطان؛ قال الله تعالى: ﴿طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ﴾ (^١) أي الحيّات.
وقوله تعالى: ﴿قالُوا إِنّا مَعَكُمْ؛﴾ أي على دينكم وأنصاركم، قوله ﷿: ﴿إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ﴾ (١٤)؛أي بمحمّد وأصحابه بإظهار قول لا إله إلاّ الله محمّد رسول الله.
قوله ﷿: ﴿اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ﴾ (١٥) أي يجازيهم على استهزائهم فسمّى الجزاء باسم الابتداء؛ إذ كان مثله في الصورة؛ كقوله تعالى: ﴿وَجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها﴾ (^٢) فسمّى جزاء السيئة سيئة. وقال تعالى:
﴿فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ﴾ (^٣) والثاني ليس باعتداء.
(^١) الصافات ٦٥/.
(^٢) الشورى ٤٠/.
(^٣) البقرة ١٩٤/.
1 / 133