110

تفسير الحداد المطبوع خطأ باسم التفسير الكبير للطبراني

محقق

هشام بن عبد الكريم البدراني الموصلي

الناشر

دار الكتاب الثقافي الأردن

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

٢٠٠٨ م

مكان النشر

إربد

تصانيف

أغلقها وأقفلها؛ فليست تفقه خيرا ولا تفهمه. ﴿(وَعَلى سَمْعِهِمْ)﴾ فلا يسمعون الحقّ ولا ينتفعون به؛ وإنّما وحّده وقد تخلّل بين جمعين؛ لأنه مصدر؛ والمصدر لا يثنى ولا يجمع. وقيل: أراد سمع كلّ واحد منهم كما يقال: أتاني برأس كبشين؛ أراد برأس كلّ واحد منهما. وقال سيبويه: (توحيد السّمع يدلّ على الجمع؛ لأنّه توسّط جمعين) كقوله تعالى: ﴿يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ﴾ (^١) وقوله تعالى: ﴿عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ عِزِينَ﴾ (^٢) يعني الأنوار والإيمان؛ وقرأ ابن عبلة: «(وعلى أسماعهم)».
وتمّ الكلام عند قوله: ﴿(وَعَلى سَمْعِهِمْ)﴾ ثم قال: ﴿وَعَلى أَبْصارِهِمْ غِشاوَةٌ﴾.
أي غطاء وحجاب فلا يرون الحقّ. وقرأ المفضّل بن محمّد: «(غشاوة)» بالنصب؛ كأنه أضمر فعلا أو جملة على الختم؛ أي ختم على أبصارهم غشاوة، يدلّ عليه قوله تعالى: ﴿وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً﴾ (^٣).وقرأ «(غشاوة)» بضمّ الغين. وقرأ الجحدريّ:
«(غشاوة)» بفتح الغين. وقرأ أصحاب عبد الله: «(غشوة)» بفتح الغين بغير ألف. ومن رفع «(غشاوة)» فعلى الابتداء.
قوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ﴾ (٧)،يعني القتل والأسر. وقال الخليل: (العذاب ما يمنع الإنسان من مراده).وقيل: هو إيصال الألم إلى الحيّ مع الهوان به؛ ولهذا لا يسمّى ما يفعل الله بالبهائم والأطفال عذابا؛ لأنه ليس على سبيل الهوان.
قوله ﷿: ﴿وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنّا بِاللهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَما هُمْ بِمُؤْمِنِينَ﴾ (٨)،نزلت هذه الآية في المنافقين: عبد الله بن أبي بن أبي سلول؛

(^١) البقرة ٢٥٧/.
(^٢) المعارج ١٧/.
(^٣) الجاثية ٢٣/.

1 / 127