ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها
[الأعراف:179]، الآية.
وفي الحديث الإلهي الرباني المتفق عليه نقلا:
" هؤلاء خلقتهم للنار ولا أبالي ".
وأما المنافقون الذين كانوا مستعدين بحسب الفطرة، قابلين للنور في الأصل والنشأة، لكن احتجبت قلوبهم بالرين المستفاد من اكتساب الرذائل، وارتكاب المعاصي، ومباشرة الأعمال البهيمية والسبعية، ومزاولة المكائدة الشيطانية، حتى رسخت الهيئات الغاسقة والملكات المظلمة في نفوسهم، وارتكمت على أفئدتهم، فبقوا شاكين حيارى تائهين، قد حبطت أعمالهم، وانتكست رؤوسهم، فهم أشد عذابا وأسوأ حالا من الفريق الأول، لمنافاة مسكة استعدادهم لحالهم، والفريقان هم أهل الدنيا.
وأصحاب اليمين، إما أهل الفضل والثواب، الذين آمنوا وعملوا الصالحات للجنة، راجين لها راضين بها، فوجدوا ما عملوا حاضرا على تفاوت درجاتهم مما عملوا.
ومنهم أهل الرحمة، الباقون على سلامة نفوسهم وصفاء قلوبهم، المتبوئون درجات الجنة على حسب استعداداتهم من فضل ربهم، لا على حسب كمالاتهم من ميراث عملهم.
وإما أهل العفو، الذين خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا، وهما قسمان: المعفو عنهم رأسا لقوة اعتقادهم، وعدم رسوخ سيئاتهم لقلة مزوالتهم اياها، أو لمكان توبتهم عنها:
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات
[الفرقان:70].
صفحة غير معروفة