وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة
[البقرة:43] و
اصبروا وصابروا ورابطوا
[آل عمران:200]
وجاهدوا
[التوبة:41].
فلا بد أن يكون له في المنفعل عنه تعلق من حيث الفعل فيه، فيسمى به فاعلا وعاملا، وإذا كان هذا، فبهذا القدر من النسبة يقع التجلي فيه، فبهذا الطريق كنت أثبته، وهو طريق مرضي في غاية الوضوح، يدل على أن القدرة الحادثة لها نسبة تعلق بما كلفت عليه لا بد من ذلك، ورأيت حجة المخالف واهية في غاية من الضعف والاختلال.
ولما كان يوما فاوضني في هذه المسألة هذا الولد فقال لي: وأي دليل أقوى على نسبة الفعل إليه والتجلي فيه، إذا كان من صفته من كون الحق خلق الإنسان على صورته، فلو جرد عنه الفعل، لما صح أن يكون على صورته، ولما قبل التخلق بالأسماء، وقد صح عندكم وعند أهل الطريق بلا خلاف، أن الإنسان مخلوق على الصورة، وقد صح التخلق بالأسماء؟
فلا يقدر أحد أن يعرف ما يدخل علي من السرور بهذا التنبيه، فقد يستفيد الاستاذ من التلميذ أشياء من مواهب الحق تعالى لم يقض الله للاستاذ أن ينالها إلا من التلميذ، كما يعلم قطعا انه قد يفتح للإنسان الكبير في أمر يسأله عنه بعض العامة، فيرزق العالم في ذلك الوقت لصدق اللسان علم تلك المسألة، ولم يكن عنده قبل ذلك عناية من الله بالسائل ان حصل للمسؤول علما لم يكن عنده، ومن راقب يجد ما ذكرناه. فالحمد لله استفدنا من أولادنا مثل ما استفاد منا شيوخنا أمورا كانت أشكلت عليهم " انتهى كلامه.
فصل
صفحة غير معروفة