[الأعراف:179] وأراد به معاني الآيات، دون الفتاوى والأقضية.
وقال (صلى الله عليه وآله):
" لا يفقه الرجل كل الفقه حتى يمقت الناس في ذات الله، وحتى يرى للقرآن وجوها كثيرة ".
وروي أيضا مرفوعا عن أبي الدرداء مع قوله: ثم يقبل على نفسه، فيكون لها أشد مقتا.
وسأل فرقد السبخي الحسن البصري عن شيء فأجاب، فقال: إن الفقهاء يخالفونك، فقال الحسن: ثكلتك أمك، وهل رأيت فقيها بعينك؟ إنما الفقيه، الزاهد في الدنيا، الراغب في الآخرة، البصير بدينه، المداوم على عبادة ربه، الورع الكاف عن أعراض الناس، العفيف عن أموالهم، الناصح لجماعته، ولم يقل في جميع ذلك: الحافظ لفروع الفتاوى.
وتارة يسمى الإيمان بعلم الكتاب والسنة قال تعالى:
يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة
[الجمعة:2].
ولفظ " العلم " أيضا مما وقع التصريف فيه على ما كان بإزائه، فإنه كان مطلقا على معنى العلم بالله وبآياته وبأفعاله في عباده وخلقه، فكان مرادفا للإيمان والحكمة.
وقد تصرفوا فيه أيضا بالتخصيص، حتى اشتهر في الأكثر بصنعة المناظرة مع الخصوم في المسائل الفقهية والكلامية، فيقال: هو العالم على الحقيقة، وهو الفحل: لمن مارس هذا الفن، ومن لا يشتغل به يعدونه من ضعفاء العقول، ولا يعدونه في زمرة العلماء. ولم يعلموا أن ما ورد في فضائل العلم والعالم أكثره في العلماء بالله وصفاته، وبأحكامه في أفعاله.
صفحة غير معروفة