{ الحج اشهر معلومات } يعني ان الاحرام فيها أفضل والأشهر هي شوال والقعدة وعشر من ذي الحجة عن ابن عباس { فمن فرض فيهن الحج } أي أوجب، قيل: بالاحرام، وقيل: بالتلبية، وقيل: بالعزم، وعند الشافعي بالنية { فلا رفث } قيل: اراد مواعدة النساء والتعريض للجماع { ولا فسوق } قيل: ما نهي عنه المحرم من قتل الصيد وغيره، وقيل: هو السباب والتنابز بالألقاب لقوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
" سب المسلم فسق وقتاله كفر "
{ ولا جدال } قيل: لا مراء مع الرفقاء والخدم، وقيل: لا شك في الحج { وتزودوا فان خير الزاد التقوى } قيل: من الطعام، وقيل: من الطاعات، وقيل: من الأعمال الصالحة قال:
اذا انت لم ترحل بزاد من التقى
ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون كمثله
وانك لم ترصد كما كان راصدا
وقيل: نزلت في أهل اليمن كانوا لا يتزودون ويقولون نحن متوكلون ونحن نحج بيت الله أفلا يطعمنا ويكونون كلا على الناس فنزلت فيهم { يا أولي الالباب } يا أولي العقول { ليس عليكم جناح } الآية، قيل: كانوا يتأثمون بالتجارة في الإحرام في صدر الإسلام ويمتنعون منها فنزلت الآية، وقيل: ان قوما قالوا: ليس للتاجر ولا للأجير ولا للجمال حج فنزلت { فاذا أفضتم من عرفات } سميت عرفات لتعريف جبريل (عليه السلام) المناسك ابراهيم (عليه السلام)، أو لمعرفة آدم حواء هناك، أو لتعارف الناس هناك، أو لاعترافهم بذنوبهم، قوله تعالى: { فاذكروا الله عند المشعر الحرام } هو جانبا جبل المزدلفة قيل: بالتلبية والدعاء، وقيل: الجمع بين صلاة المغرب والعشاء { واذكروه كما هداكم } لدينه { وان كنتم من قبله لمن الضالين } قيل: من قبل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) { ثم افيضوا من حيث افاض الناس } قيل: الخطاب لقريش وحلفائها وهم الحمس، وكانوا يقفون بالمزدلفة ويفيضون منها وسائر الناس بعرفة ويقولون نحن أهل الله وخاصته فلا نخرج من حرمه فأمرهم الله تعالى بالوقوف بعرفة وان يفيضوا كما افاض الناس قيل: الناس آدم { واستغفروا الله } من مخالفتكم في الموقف ونحو ذلك من جهلكم { فاذا قضيتم مناسككم } وما امرتم به من حجكم ومتعبداتكم، وقيل: الذبح { فاذكروا الله } قيل: بالتكبير أيام منى، وقيل: بسائر الادعية، وقيل: بالتوحيد { كذكركم آباءكم } قيل: كانوا يذكرون آباءهم ومفاخرهم كان الرجل يقول: كان ابي يقري الضيف ويطعم الطعام وينحر الجزر فاعطني مثله فنزلت الآية، وقيل: كما يذكر الصبي أبويه { ربنا آتنا في الدنيا } اعطنا من أموال الدنيا ابلا وبقرا وغنما وعبيدا ونحوه { وما له في الآخرة من خلاق } أي حظ ونصيب { ومنهم من يقول ربنا آتنا في الدنيا حسنة } ، وقيل: نعم الدنيا ونعم الآخرة، وقيل: العلم والعبادة في الدنيا والجنة في الآخرة، وقيل: في الدنيا حسنة المرأة الصالحة { وفي الآخرة حسنة } الحور العين.
[2.203-211]
{ واذكروا الله في أيام معدودات } هي ايام التشريق يوم النحر ويومان بعده { فمن تعجل في يومين } قيل: في النفر، وقيل: في الرمي بأن يرمي في اليوم الثاني، قوله تعالى: { ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا } الآية نزلت في الأخنس الثقفي وسمي الأخنس لانه خنس في جماعة من بني زهرة عن قتال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم بدر وكان رجلا حلو الكلام يجلس الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ويظهر الإسلام ورسول الله يقبل عليه ولا يعلم باطنه ثم انه كان بينه وبين ثقيف خصومة فبيتهم ليلا واهلك مواشيهم واحرق زروعهم وكان حسن العلانية سيء السريرة، وقيل: نزلت في سرية وذلك ان كفار قريش بعثوا الى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انا قد اسلمنا فابعث الينا نفرا من علماء اصحابك يعلمونا دينك وكان ذلك مكرا منهم فبعث اليهم جماعة فنزلوا بطن الرجيع واتى قريشا الخبر، فركب سبعون راكبا وأحاطوا بهم وقتلوهم وأسروا خبيبا ثم قتلوه وصلبوه وفيهم نزلت الآية ولهم قصة طويلة، وقيل: نزلت في المنافقين، وقيل: نزلت في الزانين { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله } قيل: نزلت في صهيب، وقيل: في رجل أمر بمعروف ونهى عن منكر، وقيل: نزلت في المهاجرين والانصار، وقيل: نزلت في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقيل: نزلت في علي (عليه السلام) بات على فراش رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ليلة خرج الى الغار عن ابن عباس، وروي انه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه وميكائيل عند رجليه وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة، قوله تعالى: { يأيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم } الآية نزلت في اليهود، وقيل: نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه لما أبقوا السبت، وقيل: نزلت في جميع المؤمنين، والسلم بمعنى الإسلام { فان زللتم } اي عصيتم، وزل عن الطريق اذا مال { من بعد ما جاءتكم البينات } وهي الحجج والمعجزات { فاعلموا ان الله عزيز حكيم } قادر على عقوبتكم ولا يعجزه الإنتقام منكم { هل ينظرون إلا ان يأتيهم الله في ظلل من الغمام } والمراد العذاب الذي يأتيهم في الغمام مع الملائكة ظلل، قيل: سترة من الغمام، وقيل: قطعا من السحاب { وقضي الأمر } قيل: وجب العذاب، وقيل: فرغ من الحساب وأمور القيامة { وإلى الله ترجع الأمور } بأن يكون هو الحاكم والمدبر لا حكم لأحد معه قوله تعالى: { سل بين إسرائيل } ، قيل: سل يا محمد وقيل: أيها السامع، بني إسرائيل أولاد يعقوب، وقيل: علماءهم، وذلك سؤال تقريع وتبكيت { كم اتيناهم } أي اعطيناهم { من آية } يعني حجة { بينة } واضحة من فلق البحر وتظليل الغمام وغير ذلك من آيات موسى (عليه السلام)، وقيل: كم معهم من آية واضحة على نبوتك.
صفحة غير معروفة