204

تفسير النسفي

محقق

يوسف علي بديوي

الناشر

دار الكلم الطيب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ (٢٧٩) ﴿فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ الله ورسوله﴾ فاعلموا بها من أذن بالشئ إذا علم يؤيده قراءة الحسن فأيقنوا فآذنوا حمزة وأبو بكر غير ابن غالب فأعلموا بها غيركم ولم يقل بحرب الله ورسوله لأن هذا أبلغ لأن المعنى فأذنوا بنوع من الحرب عظيم من عند الله ورسوله وروي أنها لما نزلت قالت ثقيف لا طاقة لنا بحرب الله ورسوله ﴿وَإِن تُبتُمْ﴾ من الارتباء ﴿فلكم رؤوس أموالكم لاَ تَظْلِمُونَ﴾ المديونين بطلب الزيادة عليها ﴿وَلاَ تُظْلَمُونَ﴾ بالنقصان منها
وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٢٨٠) ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ﴾ وإن وقع غريم من غرمائكم ذو عسرة ذو إعسار ﴿فَنَظِرَةٌ﴾ فالحكم أو فالأمر نظرة أي إنظار ﴿إلى مَيْسَرَةٍ﴾ يسار ميسرة نافع وهما لغتان ﴿وَأَن تَصَدَّقُواْ﴾ بالتخفيف عاصم أى تتصدقوا برؤس أموالكم أو ببعضها على من أعسر من غرمائكم وبالتشديد غيره فالتخفيف على حذف إحدى التاءين والتشديد على الإدغام ﴿خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ في القيامة وقيل أريد بالتصدق الإنظار لقوله ﵇ لا يحل دين رجل مسلم فيؤخره إلا كان له بكل يوم صدقة ﴿إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ أنه خير لكم فتعملوا به جعل من لا يعمل به وإن علمه كأنه لا يعلمه
وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (٢٨١) ﴿واتقوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى الله﴾ ترجعون أبو عمرو فرجع لازم ومتعدٍ قيل هي آخر آية نزل بها جبريل ﵇ وقال ضعها في رأس المائتين والثمانين من البقر وعاش رسول الله ﷺ بعدها أحدًا وعشرين يومًا أو أحدًا وثمانين أو سبعة أيام أو ثلاث ساعات ﴿ثُمَّ توفى كُلُّ نَفْسٍ مَّا

1 / 226