171

تفسير النسفي

محقق

يوسف علي بديوي

الناشر

دار الكلم الطيب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

بالإسلام وبنبوة محمد ﵇ ﴿وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مّنَ الكتاب والحكمة﴾ من القرآن والسنة وذكرها مقابلتها بالشكر والقيام بحقها ﴿يَعِظُكُمْ بِهِ﴾ بما أنزل عليكم وهو حال ﴿واتقوا الله﴾ فيما امتحنكم به ﴿واعلموا أَنَّ الله بِكُلِّ شَىْءٍ عَلِيمٌ﴾ من الذكر والاتقاء والاتعاظ وغير ذلك وهو أبلغ وعد ووعيد
وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلَا تَعْضُلُوهُنَّ أَنْ يَنْكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْا بَيْنَهُمْ بِالْمَعْرُوفِ ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكُمْ أَزْكَى لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (٢٣٢) ﴿وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النساء فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ﴾ أي انقضت عدتهن فدل سياق الكلامين على اقتران البلوغين لأن النكاح يعقبه هنا وذا يكون بعد العدة الأولى الرجعة وذا يكون في العدة ﴿فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ﴾ فلا تمنعوهن العضل المنع والتضييق ﴿أَن يَنكِحْنَ﴾ من أن ينكحن ﴿أزواجهن﴾ الذين يرغبن فيهم ويصلحون لهن وفيه إشارة إلى انعقاد النكاح بعبارة النساء والخطاب للازواج الذين يعضلون نساءهم بعد انقضاء العدة ظلمًا ولا يتركونهن يتزوجهن من شئن من الأزواج سموا أزواجًا باسم ما يؤول إليه أو للأولياء في عضلهن أن يرجعن إلى أزواجهن الذين كانوا أزواجًا لهن سموا أزواجًا باعتبار ما كان نزلت فى معقل بن يسار حين عضل أخته أن ترجع إلى الزوج الأول أو للناس أي لا يوجد فيما بينكم عضل لأنه إذا وجد بينهم وهم راضون كانوا في حكم العاضلين ﴿إِذَا تراضوا بَيْنَهُم﴾ إذا تراضى الخطاب والنساء ﴿بالمعروف﴾ بما يحسن في الدين والمروءة من الشرائط أو بمهر المثل والكفء لأن عند عدم أحدهما للأولياء أن يتعرضوا والخطاب في ﴿ذلك﴾ للنبى ﷺ أو لكل واحد ﴿يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ منكم يؤمن بالله واليوم الآخر﴾ فالمواعظ البقرة (٢٣٢ - ٢٣٣) إنما تنجح فيهم ﴿ذلكم﴾ أي ترك العضل والضرار ﴿أزكى لَكُمْ وَأَطْهَرُ﴾ أي لكم من أدناس الآثام أو أزكى وأطهر أفضل وأطيب ﴿والله يَعْلَمُ﴾ ما في ذلك من الزكاء والطهر ﴿وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ﴾ ذلك

1 / 193