137

تفسير النسفي

محقق

يوسف علي بديوي

الناشر

دار الكلم الطيب

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٩ هـ - ١٩٩٨ م

مكان النشر

بيروت

ولم يتعودوه فاشتد عليهم فرخص لهم في الإفطار والفدية ثم نسخ التخيير بقوله فمن شهد منكم الشهر فليصمه ولهذا كرر قوله فمن كان منكم مريضًا أو على سفر لأنه لما كان البقرة (١٨٤ - ١٨٥) مذكورًا مع المنسوخ ذكر مع الناسخ ليدل على بقاء هذا الحكم وقيل معناه لا يطيقونه فأضمر لا لقراءة حفصة كذلك وعلى هذا لا يكون منسوخًا ﴿فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا﴾ فزاد على مقدار الفدية ﴿فهو خيرٌ لّه﴾ فالتطوع أو الخير خير له يطوع بمعنى يتطوع حمزة وعلي ﴿وَأَن تَصُومُواْ﴾ أيها المطيقون ﴿خَيْرٌ لَّكُمْ﴾ من الفدية وتطوع الخير وهذا في الابتداء وقيل وأن تصوموا في السفر والمرض خير لكم لأنه أشق عليكم ﴿إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ شرط محذوف الجواب
شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٨٥) ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ﴾ مبتدأ خبره ﴿الذى أُنزِلَ فِيهِ القرآن﴾ أى ابتدى فيه إنزاله وكان ذلك في ليلة القدر أو أنزل في شأنه القرآن وهو قوله تعالى ﴿كتب عليكم الصيام﴾ وهو بدل من الصيام أو خبر مبتدأ محذوف أي هو شهر والرمضان مصدر رمض إذا احترق من الرمضاء فأضيف إليه الشهر وجعل علمًا ومنع الصرف للتعريف والألف والنون وسموه بذلك لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته ولأنهم سموا الشهور بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر فإن قلت ما وجه ما جاء في الحديث من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا من أن التسمية واقعة مع المضاف والمضاف إليه جميعا قلت هو من باب الحذف لا من الإلباس القران حيث كان غير مهموز مكي وانتصب ﴿هُدًى لّلنَّاسِ وبينات مِّنَ الهدى والفرقان﴾ على الحال أي أنزل وهو هداية للناس إلى الحق وهو آيات واضحات مكشوفات مما يهدي إلى الحق ويفرق بين الحق

1 / 159