تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
قال محمد بن علي : المعرفة ، تعطى معرفتك من تشاء من عبادك وتنزعها ممن تشاء ، | وتعز من تشاء باصطفائك واجتبائك ، وتذل من تشاء بالإعراض عنه ، بيدك الخير أي | منك الإصطفاء والإجتباء قبل إظهار عبادة العابدين .
قال الحسين : تؤتي الملك من تشاء ' فتشغله به ، وتنزع الملك ممن تشاء أي ممن | اصطفيته لك ، فلا يؤثر فيه أسباب الملك ، لأنه في أسرار الملك ، وتعز من تشاء بإظهار | عزتك عليه وتذل من تشاء بإنصافه برسوم الهياكل .
قال الواسطي في هذه الآية : طوبى لمن ملكه قلبه وجوارحه كي يسلم من شرورهما .
قال الشبلي رحمه الله في قوله تعالى :
﴿تؤتي الملك من تشاء﴾
هذه الآية الملك : | الإستغناء بالمكون عن الكونين .
قوله تعالى : لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين > 2 <
آل عمران : ( 28 ) لا يتخذ المؤمنون . . . . .
> > [ الاية : 28 ] .
سئل أبو عثمان عن هذه الآية فقال : لا ينبسط سنى إلى مبتدع لفضل عشرة ولا | لقرابة نسب ولا يلقاه إلا ووجهه له كاره ، فإن فعل شيئا من ذلك فقد أحب من أبغضه | الله تعالى وليس بولي لله من لا يوالي أولياء الله تعالى ولا يعادي أعداءه .
قوله تعالى :
﴿ويحذركم الله نفسه﴾
قال ابن عطاء : إنما يحذر نفسه من يعرفه ، فأما | من لا يعرفه فإن هذا الخطاب زائل عنه قال الواسطي في قوله تعالى
﴿ويحذركم الله نفسه﴾
قال : فلا يأمن من أحد أن يفعل به ما فعل بإبليس ، زينه بأنوار عبادته وهو عنده | في حقائق لعنته ، فستر عليه ما سبق منه إليه حتى غافصه بإظهاره عليه . وقال أيضا : | لا يحذر نفسه من لا يعرفه وهذا خطاب الأكابر ، فأما الأصاغر فخطابهم
﴿واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله﴾
،
﴿واتقوا النار﴾
، ^ ( واتقوا الله ما استطعتم ) ^ . |
صفحة ٩٤