تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
قال الخراز : من خلقه من نوره ثم أحرقه بنوره ثم أعاده في أكبر كبريائه من نور إذا | خلى له لم يحترق لأنه يكون هو نور من نوره على نور من نوره ,
قال الله تعالى :
﴿نور على نور﴾
[ الآية : 35 ] .
قال الجوزجاني في قوله :
﴿نور على نور﴾
الرجاء مثل النور والخوف مثل النور ، | والمحبة مثل النور فإذا اجتمعت في قلب المؤمن يكون نور على نور يهدي الله لنوره من | يشاء يوصل الله إلى هذه الأنوار من نوره في الأزل ، بأنوار قدسه فتغير هذه الأنوار التي | في الباطن على الظاهر في أداء الفرائض ، واجتناب المحارم ، وأعمال الفضائل ، والتطوع | فيصير المؤمن منورا بنور الله وإلى الله متصلا بتوحيده يحول معه في ميادين الرضا | ويجتبي ثمرات المحبة والصفاء فإن عمل أخلص ، وإن فتر تحقر وهذا بيان قوله :
﴿نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء﴾
بنوره إلى قدرته ، وبقدرته إلى غيبه وبغيبه إلى قدمه | وبقدمه إلى أزله ، وبأزله وأبده إلى وحدانيته .
قال الحسين : في الرأس نور الوحي ، وبين العينين نور المناجاة وفي السمع نور | اليقين ، وفي اللسان نور البيان ، وفي الصدر نور الإيمان ، وفي الطبائع نور التسبيح ، | فإذا التهب شيء من هذه الأنوار غلب على النور الآخر فأدخله في سلطانه فإذا سكن | عاد سلطان ذلك النور أوفر ، وأتم مما كان فإذا التهب جميعا صار نورا على نور
﴿يهدي الله لنوره من يشاء﴾
.
وقال بعضهم :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
: الآخرة نور على نور متصلة الأزل . | وقال بعضهم : من خلقه من نوره وأحرقه بنوره ثم أعاده بأكبر كبريائه من نوره ثم | إذا تجلى له لم يحترق لأنه نور من نوره ، في نوره .
قال الله تعالى :
﴿الله نور السماوات والأرض﴾
على نوره يهدي الله لنوره من يشاء .
صفحة ٥٠