467

تفسير السلمي

محقق

سيد عمران

الناشر

دار الكتب العلمية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

1421هـ - 2001م

مكان النشر

لبنان/ بيروت

الجزاء والإعراض ، بعد ما شهد لهم صريح الإيمان أنه لا ضار ، ولا نافع ، ولا معطي | سواه .

قوله تعالى : والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة > 2 <

المؤمنون : ( 60 ) والذين يؤتون ما . . . . .

> > [ الآية : 60 ] .

قال الواسطي رحمه الله : الخائف الوجل من لا يشهد حظه بحال .

قال بعضهم : وجل العارف من طاعته أكثر من وجله من مخالفته لأن المخالفة تمحوها | التوبة ، والطاعة يطالب بصحتها ، والإخلاص ، والصدق فيها لقوله تعالى :

﴿والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة

.

وقال سعيد بن عاصم : مخافة العارف على طاعته أشد مخافة من مخالفته ، لأنه | يورث من المخالفة : الندم ، والتوبة ، والرجوع إليه . ويورث من الطاعة الرياء والكبر .

قوله عز وجل : أولئك يسارعون في الخيرات > 2 <

المؤمنون : ( 61 ) أولئك يسارعون في . . . . .

> > [ الآية : 61 ] . | قال أبو الحسين الوراق : ذلك بما تقدم من الآيات أن بالمسارعة إلى الخيرات تبتغي | درجة السابقين / ويطلب مقام الواصلين لا بالدعاوي ، والإهمال ، وتضييع الأوقات ، | ومن أراد الوصول إلى المقامات من غير آداب ورياضات ، ومجاهدات فقد خاب وخسر | وحرم الوصول إليها بحال .

وسمعت أبا الحسين بن مقسم يقول : سمعت جعفر الحلوي يقول : سمعت الجنيد | يقول في هذه الآية :

﴿أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون

فقلت له : أنا | في سابق العلم فقال : هذا في التفسير ، ولكن له وجه آخر قلنا له : ما هو ؟ قال : ليس | أنه بدن يسبق بدنا ، ولا عمل يسبق عملا ، ولكن همومهم تسبق أعمالهم وهمومهم | تسبق هموم غيرهم .

قوله تعالى : ولا نكلف نفسا إلا وسعها > 2 <

المؤمنون : ( 62 ) ولا نكلف نفسا . . . . .

> > [ الآية : 62 ] .

قال الجريري : لم يكلف الله العباد معرفته على قدره وإنما كلفهم على أقدارهم .

قال الله تعالى :

﴿ولا نكلف نفسا إلا وسعها

ولو كلفهم على قدره وبمقداره | لجهلوه ، وما عرفوه لأنه لا يعرف قدره أحد سواه ، ولا يعرفه على الحقيقة سواء وإنما | ألقى إلى الخلق منها اسما ورسما إكراما لهم بذلك ، وأما المعرفة فإنها التحير والهون | فيه . |

صفحة ٣٦