تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
قال الحسين : فطر الأشياء بقدرته ، ودبرها بلطف صنعه فأبدأ آدم كما شاء لما شاء ، | وأخرج منه ذرية على النعت الذي وصف من مضغة وعلقة ، وبدائع خلقه ، وأوجب | لنفسه عند خلقته اسمه الخالق ، وعند صنعة الصانع ، ولم يحدثوا له اسما كان موصوفا | | بالقدرة على إبداع الخلق فلما أبدأها أظهر اسمه الخالق للخلق ، وأبرزها لهم ، وكان هذا | الاسم مكتوبا لديه ، مدعوا به في أزله اسمى بذلك نفسه ، ودعا نفسه به فالخلق جميعا | عن إدراك وصفه عاجزون ، وكل ما وصف الله به نفسه فهو له وأعز وأجل وأظهر | للخلق من نعوته ما يطيقونه ، ويليق بهم فتبارك الله أحسن الخالقين .
قوله عز وعلا :
﴿ثم إنكم بعد ذلك لميتون﴾
.
قال الحسين : ملك الموت صلى الله عليه وسلم موكل بأرواح بني آدم ، وملك الفناء موكل بأرواح | البهائم .
وموت العلماء هو بقاؤهم إلا أنه استتار عن الأبصار ، وموت المطيعين المعصية إذا | عرف من عصى وقال بعضهم : من مات عن الدنيا خرج إلى حياة الآخرة ، ومن مات | عن الآخرة خرج منها إلى حياة الأصلية ، وهو البقاء مع الله عز وجل .
قوله تعالى : ولقد خلقنا فوقكم سبع طرائق > 2 <
المؤمنون : ( 17 ) ولقد خلقنا فوقكم . . . . .
> > [ الآية : 17 ] .
قال بعضهم : سبع حجب متصلة بحجبه عن ربه فالحجاب الأول : عقله ، والحجاب | الثاني : علمه ، والحجاب الثالث : قلبه ، والحجاب الرابع : حسه ، والحجاب الخامس : | نفسه ، والحجاب السادس : إرادته ، والحجاب السابع : مشيئته ، فالعقل اشتغاله تدبير | الدنيا ، والعلم لمباهاته به على الأقران ، والقلب بالغفلة ، والحواس لإغفالها عن موارد | الأمور عليها ، والنفس لأنها ما وكل إليه ، والإرادة وهي إرادة الدنيا والإعراض عن | الآخرة والمشيئة وهي ملازمة الذنوب .
قال أبو يزيد رحمة الله عليه : إن لم تعرفه فقد عرفك وإن لم تصل إليه فقد وصل | إليك ، وإن غبت أو غفلت عنه فليس بغائب عنك ولا غافل لقوله تعالى :
﴿وما كنا عن الخلق غافلين﴾
.
قوله تعالى : فأوحينا إليه أن اصنع الفلك بأعيننا > 2 <
المؤمنون : ( 27 ) فأوحينا إليه أن . . . . .
> > .
قال الجنيد رحمة الله عليه : من عمل على المشاهدة أورثه الله عليه الرضا لقوله | تعالى :
﴿واصنع الفلك بأعيننا﴾
.
قوله تعالى : وقل رب أنزلني منزلا مباركا > 2 <
المؤمنون : ( 30 ) إن في ذلك . . . . .
> > .
صفحة ٣٣