تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
قال - قيل ليحيى بن معاذ : ما بال الإنسان يحب الدنيا .
قال فحق له أن يحبها منها خلق فهي أمه ، وفيها نشأ فهي عيشه ، ومنها قد رزقه فهي | حياته ، وفيها يعاد ، وهي ممر الصالحين إلى الله فكيف لا يحب طريقا يأخذ بسالكه إلى | جوار ربه .
قوله تعالى : فأوجس في نفسه خيفة موسى > 2 <
طه : ( 67 ) فأوجس في نفسه . . . . .
> > [ الآية : 67 ] .
سئل ابن عطاء في هذه الآية فقال : ما كانت هذه الخيفة والله يقول :
﴿لا تخافا إنني معكما﴾
قال : خاف على قومه أن يفوتهم حظهم من الله ، وما خاف على نفسه .
قوله تعالى : قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى > 2 <
طه : ( 68 ) قلنا لا تخف . . . . .
> > [ الآية : 68 ] .
قال ابن عطاء : ' لا تخف فإنك بمرأى منا ومسمع ، ونحن معك لتقتنع أحوالك فإنك | القائم بالمسبب وهم القائمون المعتمدون على الأسباب .
قوله عز وجل : لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات > 2 <
طه : ( 72 ) قالوا لن نؤثرك . . . . .
> > [ الآية : 72 ] .
قال ذو النون : من آثر الله على الأشياء هان عليه فيلقى في ذات الله لأنه آثر الأثير ، | وحصل في حمله اللطيف الخفيف .
قال الله : جاء كيسا على السحرة لن نؤثرك على ما جاءنا من البينات ، والذي فطرنا | فاقض ما أنت قاض ، افعل بنا ما كنت فاعلا ، والذي كشف لنا عنه سهل في مشاهدته | حمل المون ، وملاقاة المكاره والضرر .
قوله تعالى : كلوا من طيبات ما رزقناكم > 2 <
طه : ( 81 ) كلوا من طيبات . . . . .
> > [ الآية : 81 ] .
قال سهل : كلوا من طيبات مما رزقناكم ، كلوا منها القوام وإمساك الرمق فإنه الطيب | من الرزق ، ولا تطغوا فيه أي لا تشيعوا فتسكروا عن الذكر .
قوله تعالى : وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى > 2 <
طه : ( 82 ) وإني لغفار لمن . . . . .
> > [ الآية : 82 ] .
قال ابن عطاء : لمن رجع عن طريق المخالفة إلى طريق الموافقة وصدق موعد الله فيه | وله ، واتبع السنة ثم اهتدى ، ثم قام على ذلك لا يطلب سواه مسلكا وطريقا .
قال فارس : لغفار لمن تاب من الشرك ، وآمن بالحق وعمل صالحا وأقام على ذلك ثم | اهتدى ثم لزم السنة .
صفحة ٤٤٦