تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
وقال بعضهم : أحق الناس تسمية بالظلم من يرى الآيات ولا يعتبر بها ، ويرى طرق | | الخير فيعرض عنها ، ويرى مواقع الشر فيتبعها ولا يجتنب منها .
قوله تعالى : وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا > 2 <
الكهف : ( 59 ) وتلك القرى أهلكناهم . . . . .
> > [ الآية : 59 ] .
قال أبو بكر بن طاهر : لما لم يشكروا نعم الله عليهم ولم يقابل البلاء بالصبر | والرضا .
قال الواسطي في قوله :
﴿أهلكناهم لما ظلموا﴾
: قال : وكلناهم إلى سؤتك بيسرهم | حين سخطوا حسن اختيارنا لهم .
قوله عز وجل : فوجدا عبدا من عبادنا > 2 <
الكهف : ( 65 ) فوجدا عبدا من . . . . .
> > [ الآية : 65 ] .
قال الجنيد رحمه الله : العبودية خارجة من الأفعال والأحوال ولكنها موجودة تحت | الخفيات .
قال الواسطي رحمه الله : إضافات من أراد أن ينسى النعوت لا تصل إليه بالعبادات | والإشارات ألجأ موسى إلى الخضر صلى الله عليهما ليريه صدق الفاقه لئلا يقول : أنا | عند نظرة إلى الله وإلى الناس ، لأن الخضر شاهد أنوار الملك وشاهد موسى الواسطات .
قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس : ' إذا سألت فاسأل الله ' .
فأخبر الخضر موسى أن السؤال من الناس هو السؤال من الله ، فقال : لا تغضب من | المنع حين أبوا أن يضيفوهما .
قوله عز وجل :
﴿وعلمناه من لدنا علما﴾
[ الآية : 65 ] .
قال ذو النون : العلم اللدنى هو الذي يحكم على الخلق بمواقع التوفيق والخذلان .
سمعت محمد بن عبد الله يقول : سمعت يوسف بن الحسن يقول : سمعت ذا النون | رحمه الله يقول : إن الله بسط العلم ولم يقبضه ودعا الخلق إليه من طرق كثيرة ، ولكل | طريق منها علم مفرد ، ودليل واضح فتلك الأدلة يدلون على المناهل ، وبنور ذلك العلم | وتلك الأعلام يهتدون ولكل أهل طريق منها علم فهو بعلمهم مستعملون ، ومتى ضلوا | في طرق هذه العلوم أو أخطؤوا فإن صاحب العلم اللدنى يردهم إلى المحجة .
قال الله تعالى :
﴿وعلمناه من لدنا علما﴾
[ الآية : 65 ] . ليكون ذلك لعلماء الوسائط . |
صفحة ٤١٣