تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
قال بعضهم : المساجد مواضع السجود منك ، فاعمرها بحسن الأدب من غض طرف | وإمساك لسان والإعراض عن اللغو ، وإمساك اليد عن الشهوات .
قوله تعالى : يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات > 2 <
التوبة : ( 21 ) يبشرهم ربهم برحمة . . . . .
> > [ الآية : 21 ] .
قال أبو عثمان : هو الذي تستجلب رضوانه . ورضوانه يوجب مجاورته ، ومجاورته | يوجب النعيم الدائم قال الله
﴿يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان﴾
.
قوله : ^ ( لقد نصركم الله في مواطن كثيرة ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلن تغن | عنكم شيئا ) ^ < <
التوبة : ( 25 ) لقد نصركم الله . . . . .
> > [ الآية : 25 ] .
قال جعفر : استجلاب النصر في شيء واحد ، وهو الذلة والافتقار والعجز لقوله : |
﴿لقد نصركم الله في مواطن كثيرة﴾
لم تقوموا فيها بأنفسكم ، ولم تشهدوا قوتكم | وكثرتكم ، وعلمتم أن النصر لا يؤخذ بالقوة ، وأن الله هو الناصر والمعين ومتى علم | العبد حقيقة ضعفه نصره الله ، وحلول الخذلان بشيء واحد وهو العجب ، قال الله : |
﴿ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا﴾
فلما عاينوا القوة من أنفسهم | دون الله ؛ رماهم الله بالهزيمة وضيق الأرض عليهم .
قال الله :
﴿ثم وليتم مدبرين﴾
موكلين إلى أحوالكم وقوتكم وكثرتكم .
قوله تعالى : ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين > 2 <
التوبة : ( 26 ) ثم أنزل الله . . . . .
> > [ الآية : 26 ] .
قال بعضهم : السكينة التي أنزلها الله على رسوله وعلى المؤمنين .
قال بعضهم : السكينة التي أنزلها الله على رسوله هي التي أظهرها عليه المسري عند | سدرة المنتهى
﴿ما زاغ البصر وما طغى﴾
بل السكينة أقامته في مقام الدنو بحسن | الأدب ، ناظرا إلى الحق مستمعا منه مثنيا به عليه بقوله ' التحيات لله ' والسكينة التي | أنزلت على المؤمنين هو سكون قلوبهم إلى ما يأتيهم به المصطفى صلى الله عليه وسلم من وعد ووعيد | وبشارة وحكم .
وقيل : السكينة : سكون القلب مع الله بلا علاقة .
وقيل : السكينة : هي الطمأنينة عند ورود القضاء . | قال الجوزجاني : السكينة هي التأدب بآداب الشريعة والتمسك بحبل السنة .
وقيل السكينة : المقام مع الله بفناء الحظوظ . |
صفحة ٢٧٢