تفسير السلمي
محقق
سيد عمران
الناشر
دار الكتب العلمية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
1421هـ - 2001م
مكان النشر
لبنان/ بيروت
وقال بعضهم في قوله
﴿يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله﴾
: أي يا أيها المدعون | تجريد الإيمان في من غير واسطة ، لا سبيل لكم إلى الوصول إلى غير التجريد إلا بقبول | الوسائط واتباعهم آمنوا بالله ورسوله .
قوله تعالى : أيبتغون عندهم العزة > 2 <
النساء : ( 139 ) الذين يتخذون الكافرين . . . . .
> > [ الآية : 139 ] .
قال محمد بن الفضل : كيف تبتغي العزة ممن عزه بغيره ، فاطلب العزة من مظانها | ومعدنها ومكانها ، قال الله عز وجل :
﴿فإن العزة لله جميعا﴾
فمن اعتز بالعز أعزه ، | ومن اعتز بغيره أذله .
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ' من اعتز بالعبيد أذله الله ، فابتغ العز من عند رب | العبيد يعزك في الدنيا والآخرة ' .
وقال سهل :
﴿أيبتغون عندهم العزة﴾
قال : النعمة .
قال أبو سعيد : العارف بالله لا يرى العز إلا منه .
وقال الواسطي رحمة الله عليه : ما مالت السريرة إلى حب العز إلا ظهر خوفها ، وما | مالت البحيرة إلى حب الدنيا إلا ظهر ظلمتها عليه ، فصارت عن الباب محجوبة | مصروفة .
قوله تعالى : إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين > 2 <
النساء : ( 146 ) إلا الذين تابوا . . . . .
> > [ الآية : 146 ] .
ولم يقل من المؤمنين ، لنعلم أن الاجتهاد لا يؤثر في سبق الأزل .
قال أبو عثمان : التوبة : الرجوع من أبواب الاختلاف إلى أبواب الائتلاف .
وقال محمد بن الفضل : الاعتصام : التشبث بالسنة وطريق السلف .
وقال بعضهم : تابوا من المخالفات وأصلحوا ظواهرهم باتباع الرسول واعتصموا بالله | وألقوا حبال القوة والحول عن ظواهرهم وبواطنهم وأخلصوا دينهم لله ، لم تمنعهم رؤية | الناس عن القيام بالخدمة .
وقال سهل : تابوا من التوبة .
وقال الجنيد رحمة الله عليه : التوية : الرجوع عما تأمرك به نفسك والطبع والهوى .
وقال سهل : تابوا من غفلاتهم عن الطاعات في كل ساعة وأوان . |
صفحة ١٦٤