تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

الطبراني ت. 360 هجري
75

تفسير القرآن العظيم المنسوب للإمام الطبراني

تصانيف

التفسير

[75]

قوله تعالى : { أفتطمعون أن يؤمنوا لكم } ؛ خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه : أفترجون أيها المؤمنون أن تصدقكم اليهود فيما آتاكم به نبيكم محمد ، { وقد كان فريق } ؛ أي طائفة ، { منهم يسمعون كلام الله } ؛ يعني التوراة ، { ثم يحرفونه } ؛ أي يغيرونه ، { من بعد ما عقلوه } ؛ أي من بعد فهموه وعلموه كما غيروا آية الرجم وصفة النبي صلى الله عليه وسلم. وقوله تعالى : { وهم يعلمون } ؛ أي وهم يعلمون أنهم كاذبون ، هذا قول مجاهد وعكرمة والسدي وقتادة.

وقال ابن عباس ومقاتل والكلبي : (نزلت هذه الآية في السبعين الذين اختارهم موسى لميقات ربه لما أخذتهم الرجفة وأحياهم الله تعالى بدعاء موسى ؛ حين قالوا : يا موسى أسمعنا كلام الله ؟ فطلب ذلك ؛ فأجابه الله : مرهم أن يتطهروا ويطهروا ثيابهم ويصوموا ؛ ففعلوا ، ثم خرج بهم موسى حتى أتوا الطور ؛ فلما غشيهم الغمام سمعوا صوتا كصوت الشبور ؛ فسجدوا ، فسمعوا كلام الله يقول : (إني أنا الله ربكم لا إله إلا أنا الحي القيوم ، لا تعبدوا إلها غيري ولا تشركوا بي شيئا ؛ وأوصيكم ببر الوالدين ؛ وأن لا تحلفوني كاذبين ؛ ولا تزنوا ؛ ولا تسرقوا ؛ ولا يقتل بعضكم بعضا ؛ ولا يشهد بعضكم على بعض شهادة زور ؛ وأطعموا المساكين ؛ وصلوا القرابة ؛ ولا تظلموا اليتيم ؛ ولا تقهروا الضعيف). فلما سمعوا خرجت أرواحهم ثم ردت إليهم : فقالوا : يا موسى إنا لا نطيق أن نسمع كلام الله عز وجل يقول في آخر كلامه : (إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا ، وإن شئتم فلا تفعلوا ، ولا بأس). والمعنى بهذه الآية تقر به الصحابة في أن اليهود إن كذبوا النبي فلهم سابقة في الكفر والتحريف.

صفحة ٧٥