تفصيل النشأتين وتحصيل السعادتين
الناشر
دار مكتبة الحياة
مكان النشر
بيروت - لبنان
يحصل بعد معرفة القرآن فنبه بهذا الترتيب المخصوص وترك حرف العطف منه وجعل كل جملة بدلًا مما قبلها لا عطفًا على إن الإنسان ما لم يكن عارفًا برسوم العبادة ومتخصصًا بها لا يكون إنسانًا، وان كلامه ما لم يكن على مقتضى الشرع لا يكون بيانًا. فإن قيل فعلى ما ذكرته لا يصح أن يقال للكافر إنسان وقد سماهم الله بذلك في عامة القرآن. قيل انا لم نقل إنا لا نسمي الكافر على تعارف الكافة، بل قلنا قضية العقل والشرع تقتضي أن لا يسمى به إلا مجازًا ما لم يوجد منه العقل والشرع تقتضي أن لا يسمى به إلا مجازًا ما لم يوجد منه العقل المختص به، ثم أن سمي به على سبيل تعارف العامة فليس ذلك بمنكر فكثير من الأسماء يستعمل على وجه فيبين الشرع أن ليس استعماله على ما استعملوه كقولهم الغنيُّ فإِنهم استعملوه في كثرة المال، وبيَّن الشرع أن الغنى ليس هو بكثرة المال، قال ﵊: " ليس الغني بكثرة المال وإنما الغني غنى النفس ". فيشير إلى أن الغنى ليس هو كثرة المال. وقال تعالى (ومن كان غنيًا فليستعفف) . أي كثير الأعراض، فاستعمله على ما هو متعارف. وجملة الأمر أن اسم الشيء إذا أطلقه الحكيم على سبيل المدح يتناول الأشرف منه كقوله تعالى: (وأنه لَذكرٌ لك ولقومك) وقوله تعالى: (ورفعنا لك ذكرك) وإن كان الذكر قد يقال للمحمود والمذموم. وعلى هذا يمدح كل شيء بلفظ نوعه، فيقال: فلان هو إنسان. وهذا السيف سيف. ولهذا قيل: الإنسان المطلق هو نبي كل
1 / 81