وإذا انتقلنا إلى موقف «كارل بوبر»
Karl
(1902-1994م) من المعرفة الموضوعية، نجد أن الموضوعية عند بوبر ليست صفة يمكن العثور عليها بسهولة، إذا فهمنا الموضوعية بمعنى المطابقة للواقع، إلا أنه يقبل النوع الآخر للموضوعية وهو إمكان الحكم للعموم، وبحسب تعبيره: «ما أقصده من لفظ موضوعي وذهني ليس بعيدا كل البعد عما يقصده كانط منهما؛ فهو يقصد من وصف المعرفة العلمية بالموضوعية أن يكون صوابها بعيدا عن الوهم والرغبات الخاصة بهذا وذاك. والدليل على الموضوعية عنده (كانط) هو أن تكون القضية قابلة للتدقيق لكل من أراد ذلك واستطاعه، ولكن الفرق بيني وبينه، هو أنني أعتقد عدم إمكان الحكم بالصواب بمعناه الكامل على أية نظرية علمية. وعليه، فالموضوعية ليست إلا إمكان التجربة والاختبار للنظرية العلمية فحسب.»
27
ولذا يرفض بوبر النظرية الذاتية لدراسة نمو المعرفة، وهي النظرية التي تطابق بين المعرفة العلمية والذوات المنتجة لها، وذلك لأنه يرى أن المعرفة العلمية معرفة موضوعية وتوجد في العالم الثالث
Third world .
28
ولقد سار على نهج بوبر في الإيمان بفكرة الموضوعية، العالم والفيلسوف المجري «إمري لاكاتوش»
Imre Lakatos (1922-1974م)، الذي يؤيد النزعة الموضوعية في العلم.
29
صفحة غير معروفة