طوبى له من وفيّ في مُهاجَرِه ... من بيته وهو يرجو اللهَ مُعْتصما
والنفس في عرفات الشوق والهةٌ ... والقلب منه بنار اللَّوعة اضطرما
وإذ أنافَ على وادي السلام رأى ... من جانب القُدس نورًا يكشفُ الظُّلَما
واستقبلتهُ به الأرواحُ طيِّبةً ... والربُّ ناداه قف بالواد مُحْتشما
فقال لبَّيك يا ربيّ ومُعتمدي ... لبيك يا محيي الأموات والرِّمما
لبّيك يا سيدي لبيك يا صمدي ... حجيّ إليك علمتَ السرّ والهِمما
فحلّ في مجمع الأرواح يصحبهم ... بالجسم والرُّوح لا يلقى بهم سأما
مُقرِّبًا في منى التسبيح مُهجته ... أبدى من الحُبّ ما في صدره انكتما
فالناظرون إلى إشراق جبهته ... يرون ثغر الرِّضا في وجهه ابتسما
والعاكفون على أطراف مضجعه ... يستنشقون نسيمَ الخلد قد هجما
1 / 45