أتحمون الفرات على اناس
وفي ايديهم الأسل الظماء
وفي الأعناق أسياف حداد
كأن القوم عندكم نساء
ألا لله درك يا ابن هند
لقد ذهب الحياء فلا حياء
وقد ذهب العتاب فلا عتاب
وقد ذهب الولاء فلا ولاء
ولست بتابع دين ابن هند
طوال الدهر ما أوفى حراء
وقولي في حوادث كل أمر
على عمرو وصاحبه العفاء
ثم عطف دابته الى عسكر علي (ع). ولما منع معاوية وأصحابه عليا (ع) وأصحابه الماء قال الأشتر يا أمير المؤمنين أنموت عطشا وسيوفنا على عواتقنا ورماحنا في أيدينا؟
وكان على المشارع أبو الأعور السلمي في عسكر أهل الشام فندب اليه علي (ع) الأشتر النخعي والأشعث بن قيس في اثني عشر الفا قصدوا أبا الأعور وحملوا عليه وضرب الأشتر على رأسه بالسيف فجرحه فانهزم هو وأصحابه وملك الأشتر الشرائع وهذا أول قتال وقع أيام صفين وذلك أول يوم من ذي الحجة وبينه وبين وقعة الجمل سبعة أشهر وأيام وكان يسمى يوم الحمية لان النساء قاتلن على الماء وفي يوم السادس من ذي الحجة برز عبيد الله بن عمر بن الخطاب الى الاشتر فقال له يا مسكين ما الجأك الى هذا هلا اعتزلت كما اعتزل أخوك وسعد بن مالك قال خفت القصاص يوم الهرمزان فقال كنت أقمت بمكة فقال له خل الخطاب والعتاب فحمل عليه الأشتر النخعي فهزم.
قال هشام بن محمد: ولما كان اليوم الثامن عشر من أيام صفين جمع معاوية أصحابه وقال ما فينا إلا من قتل ابن أبي طالب أباه أو أخاه أو ولده، يا وليد قتل يوم بدر أباك ويا أبا الأعور قتل عمك يوم احد ويا طلحة الطلحات قتل أخاك يوم الجمل وقتل أخي يوم بدر فاجتمعوا عليه لندرك ثأرنا فضحك الوليد بن عقبة وقال:
فقلت له أتلعب يا ابن هند
كأنك بيننا رجل غريب
أتأمرنا بحية بطن واد
اذا نهشت فليس لها طبيب
فسل عمروا وسل عن خصيتيه
نجا ولقلبه منها وجيب
كأن القوم لما عاينوه
خلال النقع ليس لهم قلوب
وقد نادى معاوية بن حرب
فاسمعه ولكن ما يجيب
صفحة ٨٧