ولهذه الأبيات قصة عجيبة! حدثنا بها شيخنا عمرو بن صافي الموصلي (رحمه الله تعالى) قال انشد بعضهم هذه الأبيات وبات مفكرا فرأى عليا (ع) في المنام فقال له أعد علي أبيات الكميت فانشده اياها حتى بلغ الى قوله: (خطرا منيعا) فانشده علي (ع) بيتا آخر من قوله زيادة فيها:
فلم أر مثل ذاك اليوم يوما
ولم أر مثله حقا اضيعا
فانتبه الرجل مذعورا. وقال السيد الحميري:
يا بايع الدين بدنياه
ليس بهذا أمر الله
من اين ابغضت علي الرضا
واحمد قد كان يرضاه
من الذي احمد من بينهم
يوم غدير الخم ناداه
أقامه من بين أصحابه
وهم حواليه فسماه
هذا علي بن أبي طالب
مولى لمن قد كنت مولاه
فوال من والاه يا ذا العلا
وعاد من قد كان عاداه
وقال بديع الزمان أبو الفضل احمد بن الحسين الهمداني:
يا دار منتجع الرسالة
وبيت مختلف الملائك
يا ابن الفواطم والعواتك
والترايك والأرائك
أنا حائك ان لم اكن
مولى ولائك وابن حائك
حديث ليلة الهجرة
قال احمد بن حنبل في الفضائل حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بكر ابن محمد عن عمرو بن ميمون قال: اني لجالس الى ابن عباس إذ أتاه رهط يقعون في علي بن أبي طالب (ع) فرد عليهم ابن عباس قال لما هاجر رسول الله (ص) لبس علي (ع) ثوبه ونام على فراشه وكان المشركون يؤذون رسول الله (ص) فجاء أبو بكر رضي الله عنه وهو نائم فحسبه رسول الله (ص) فصاح يا نبي الله فقال له علي (ع) ان رسول الله (ص) قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه فانطلق أبو بكر رضي الله عنه حتى لحق رسول الله (ص) وبات الكفار يرمون عليا (ع) بالحجارة وهو يتضور قد لف رأسه في الثوب الى الصباح.
صفحة ٤٠