307

تذكرة الخواص‏

تصانيف

رجل جالس يدعو فيقول يا رب يا رب حتى انقطع نفسه ثم قال رب رب رب حتى انقطع نفسه ثم قال: يا حي يا حي يا حي حتى انقطع نفسه ثم قال: يا رحيم حتى انقطع نفسه ثم قال: يا ارحم الراحمين حتى انقطع نفسه ثم قال: الهي اني اشتهي العنب فاطعمنيه اللهم ان بردي قد اخلق فالبسني.

قال الليث؛ فو الله ما استتم كلامه حتى نظرت الى سلة مملوة عنبا وليس على الارض يومئذ عنب واذا ببردين موضوعين لم ار مثلهما في الدنيا فاراد أن يأكل فقلت أنا شريكك فقال ولم قلت لانك دعوت وكنت أو من فقال تقدم فكل فتقدمت فاكلت عنبا لم آكل مثله قط- ما كان له عجم- فاكلنا حتى شبعنا ولم تتغير السلة فقال لا تدخر ولا تخبئ منه شيئا ثم اخذ احد البردين ودفع الي الآخر فقلت أنا في غنى عنه فاتزر باحدهما وارتدى بالآخر ثم اخذ البردين اللذين كانا عليه ونزل وهما في يده فلقيه رجل بالمسعى فقال أكسني يا ابن رسول الله كساك الله فانني عريان فدفعهما اليه فقلت للذي اعطاه البردين من هذا؟ فقال جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب قال الليث فطلبته بعد ذلك لأسمع منه شيئا فلم اقدر عليه.

ومن مكارم اخلاقه: ما ذكره الزمخشري في كتاب (ربيع الأبرار) عن الشقراني مولى رسول الله (ص) قال خرج العطا ايام المنصور وما لي شفيع فوقفت على الباب متحيرا واذا بجعفر بن محمد قد اقبل فذكرت له حاجتي فدخل وخرج واذا بعطائي في كمه فناولني اياه وقال ان الحسن من كل احد حسن وانه منك احسن لمكانك منا وان القبيح من كل احد قبيح وإنه منك اقبح لمكانك منا، وانما قال له جعفر ذلك لأن الشقراني كان يشرب الشراب.

فمن مكارم اخلاق جعفر: انه رحب به وقضى حاجته مع علمه بحاله ووعظه على وجه التعريض وهذا من اخلاق الأنبياء.

وقال الثوري بالأسناد المتقدم، قلت لجعفر يا بن رسول الله اعتزلت الناس فقال يا سفيان فسد الزمان وتغير الاخوان فرأيت الانفراد اسكن للفؤاد ثم قال:

ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب

فالناس بين مخاتل وموارب

يفشون بينهم المودة والصفا

وقلوبهم محشوة بعقارب

وقال الواقدي: جعفر من الطبقة الخامسة من التابعين من أهل المدينة.

صفحة ٣١٠