وقال ابن سعد دخل علي الكنيف فرأى ذبابا صغارا يقع على الثياب وأراد أن يتخذ ثوبا للخلاء على حدة ثم قال كيف اصنع شيئا لم يصنعه رسول الله (ص) والناس بعده فتركه قال وقاسم الله ماله مرتين وقال أيضا قال رجل كيف أصبحت فقال أصبحنا في قومنا بمنزلة بني اسرائيل في آل فرعون يذبحون أبنائنا ويلعنون سيدنا وشيخنا على المنابر ويمنعونا حقنا.
وقال ابن سعد أيضا كان هشام بن اسماعيل المخزومي والي المدينة وكان يؤذي علي بن الحسين ويشتم عليا على المنبر وينال منه فلما ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة عزله وأمر به أن يوقف للناس.
قال هشام والله ما اخاف الا من علي بن الحسين انه رجل صالح يسمع قوله فأوصى علي بن الحسين أصحابه ومواليه وخاصته ان لا يتعرضوا لهشام ثم مر علي في حاجته فما عرض له فناداه هشام وهو واقف للناس الله أعلم حيث يجعل رسالته.
وقال احمد في المسند: حدثنا مكي بن ابراهيم حدثنا عبد الله يعني ابن سعيد بن هند عن اسماعيل بن أبى الحكيم مولى آل الزبير عن سعيد بن مرجانة انه قال سمعت أبا هريرة يقول: قال رسول الله (ص) من اعتق رقبة مؤمنة اعتق الله بكل أرب منها أربا منه من النار حتى انه يعتق اليد باليد والرجل بالرجل والفرج بالفرج.
فقال علي بن الحسين لسعيد بن مرجانة أنت سمعت هذا من أبي هريرة قال نعم فقال علي ادع لي مطرفا لغلام له لم يكن له مثله فقال أنت حر لوجه الله أخرجاه في الصحيحين.
وكان عبد الله بن جعفر قد أعطى عليا في هذا الغلام عشرة آلاف درهم أو الف دينار ولفظ الصحيحين عن أبي هريرة عن رسول الله وذكره.
قال ابن مرجانة فانطلقت به الى علي بن الحسين يعني بالحديث فعمد الى عبد له قد أعطاه عبد الله بن جعفر فيه وذكره.
قلت ولهذا الحديث استحب العلماء ان يعتق الذكر الذكر والانثى الانثى.
وذكر أبو نعيم في (الحلية) وقال كان علي يذهب الى زيد بن اسلم فيجلس اليه
صفحة ٢٩٥