وقال ابن عباس كان علي (ع) يخاف انقطاع النسل؛ فقال يوم صفين وقد رأى الحسن والحسين يتسارعان الى القتال، وقيل انما رأى الحسين لا غير فقال املكوا عني هذا الغلام لا يهدني فاني انفس به عن الموت لئلا ينقطع نسل رسول الله (ص).
وذكر ابن سعد في (الطبقات) وقال: كان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عاليا رفيعا ورعا عابدا خائفا. قال كان ابن عباس اذا رآه قال مرحبا بالحبيب بن الحبيب.
قال ابن سعد: كان يخضب بالحناء والكتم، وقيل بالسواد.
وذكر ابن حمدون في كتاب (التذكرة) عن الزهري قال: حمل عبد الملك بن مروان علي بن الحسين مقيدا من المدينة فأثقله حديدا ووكل به حفظة قال فاستاذنتهم في وداعه فاذنوا فدخلت عليه والقيود في رجليه والغل في يديه وهو في قبة فبكيت وقلت وددت اني مكانك وأنت سالم فقال يا زهري أتظن ان ما ترى علي وفي عنقي يكرثني اما لو شئت لما كان وانه ليذكرني عذاب الله ثم اخرج رجليه من القيد ويديه من الغل ثم قال لاجزت معهم على ذا ميلين من المدينة قال فما مضت إلا أربع ليال، واذا قد قدم الموكلون الذين كانوا معه الى المدينة يطلبونه فما وجدوه فسألت بعضهم فقالوا إنا نراه متبوعا انه لنازل ونحن حوله نرصده إذ طلع الفجر فلم نجده ووجدنا حديده.
قال الزهري: فقدمت بعد ذلك على عبد الملك فسألني عنه فاخبرته فقال قد جاءني يوم فقده الاعوان فدخل علي فقال ما أنا وأنت فقلت اقم عندي قال لا أحب ثم خرج فو الله لقد امتلأ قلبي منه خيفة.
وقال ابن أبي الدنيا بالأسناد المتقدم حدثني محمد بن الحسين عن عبد الله بن محمد عن عبد الرحمن بن حفص القرشي قال: علي بن الحسين اذا توضأ اصفر لونه فيقال ما هذا الذي يعتادك عند الوضوء؟ فقال أتدرون بين يدي من أريد أن أقف.
وذكر ابن سعد في (الطبقات) قال: كان علي اذا مشى لا يخطر بيديه واذا قام الى الصلاة اخذته رعدة فيقال له مالك؟ فيقول ما تدرون لمن أريد أن أناجي.
وقال ابن أبي الدنيا: حدثني محمد بن أبي معشر حدثني أبو الفرج الأصبهاني قال:
وقع حريق في دار علي بن الحسين وهو ساجد فقالوا النار النار يا بن رسول الله فما رفع
صفحة ٢٩٢