وقد حكى أبو نعيم الاصفهاني: ان الذي على النجف انما هو قبر المغيرة بن شعبة قال ولو علم به زواره لرجموه.
قلت: وهذا من اغلاط أبي نعيم فان المغيرة بن شعبة لم يعرف له قبر وقيل انه مات بالشام.
وقيل آخر كلمة قالها علي (ع) (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره).
وحكى الواقدي عن الزهري قال: قال علي (ع) لبنيه يا بني ان مت فالحقوا بي بابن ملجم أخاصمه عند رب العالمين فلما دفن احضره الحسن ليقتله فقال له هل لك في خصلة اني والله ما أعطي الله عهدا إلا وفيت به واني كنت اعطيت الله عهدا ان اقتل عليا ومعاوية يوم التحكيم أو أموت دونهما فان شئت خليت بيني وبينه ولك عهد الله علي أن أعود فأضع يدي في يدك فقال لا والله حتى تعاين النار ثم قطع يديه ورجليه وسمل عينه بمسمارين وقطع لسانه وتركه في قوصرة ثم أحرقه بالنار.
وذكر المدائني: ان عليا (ع) أمرهم ان لا يمثلوا به.
وذكر ابن سعد: ان عبد الله بن جعفر لما سمل عينه بمسمار لم يجزع وقال انك لتكحل عين ابن عمك بملمول مض.
ولما أرادوا ان يقطعوا لسانه جزع فقيل له قد قطعنا يديك ورجليك فلم تجزع فلم جزعت عند قطع لسانك فقال أكره ان يمضي علي ساعة لا أذكر الله فيها.
قال ابن سعد: والعباس بن علي يومئذ صغير فلم يستأذنوا به بلوغه قال قيل فقد أمرهم أمير المؤمنين ان يقتلوه كما قتله. فالجواب ان المدائني ذكر في (تاريخه) أن أمير المؤمنين أمرهم ان يمثلوا به وهو الواجب.
وأما قول سعد: ان العباس كان يومئذ صغيرا فلم يستأذنوا به بلوغه فهذا دليل لأبي حنيفة في مسئلة القصاص اذا كان في ورثة المقتول صغار وكبار فللكبير ان ينفرد بالاستيفاء خلافا لصاحبيه والشافعي.
وروى ان أمير المؤمنين قال للحسن (ع) لما ضربه ابن ملجم ان شئت ان تقتل وان شئت ان تعفو فقد فوض الاستيفاء الى رأيه مع ان في الورثة صغار وكان بمحضر
صفحة ١٦٤