ذلك فقالوا توفي عبد المطلب في السنة الثانية ولرسول الله (ص) ثمان سنين وكانت قد أتت على عبد المطلب مائة وعشرون سنة ودفن بالحجون.
قالت ام ايمن انا رأيت رسول الله (ص) يمشي تحت سريره وهو يبكي وقيل كان لعبد المطلب يوم مات ثمانون سنة والأول اظهر.
وروى مجاهد عن ابن عباس قال قوم من القافة من بني مذحج لعبد المطلب لما شاهدوا قدمي رسول الله (ص) يا أبا البطحاء احتفظ بهذا فانا لم نرقد ما اشبه بالقدم الذي في المقام من قدميه فقال عبد المطلب لابي طالب اسمع ما يقول هؤلاء فان لابني هذا ملكا ثم ان أبا طالب قام بنصرة رسول الله (ص) وكفالته احسن القيام فكان معه لا يفارقه وكان يحبه حبا شديدا ويقدمه على أولاده ولا ينام الا وهو الى جانبه وكان يقول له انك لمبارك النقيبة ميمون الطلعة.
وذكر ابن سعد في الطبقات قال خرج أبو طالب الى ذي المجاز ومعه رسول الله (ص) فعطش فقال يا ابن اخي عطشت ولا ماء فنزل رسول الله (ص) فضرب بعقبه الارض فنبع الماء فشرب وذكر أهل السير أن أبا طالب لما قام بنصرة رسول الله (ص) وذب عنه احسن الذب اجتمعت اليه قريش وقالوا ان ابن أخيك قد سب إلهنا وسفه احلامنا وضلل آباءنا فاما ان تسلمه الينا أو يقع الحرب بيننا فقال بفيكم الحجر والله لا اسلمه اليكم ابدا فقالوا هذا عمارة بن الوليد بن المغيرة اجمل فتى في قريش واحسنه فخذه واتخذه ولدا عوضه وسلمه الينا نقتله ورجل برجل فقال ابو طالب قبح الله هذه الوجوه ويحكم والله بئس ما قلتم تعطوني ابنكم اغذوه لكم واعطيكم ابني تقتلونه بئس والله الرجل انا ثم قال افرقوا بين النوق وفصلانها فان حنت ناقة الى غير فصيلها دفعته اليكم ثم قال:
والله لن يصلوا اليك بجمعهم
حتى أوسد في التراب رهينا
فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة
وابشر وقر بذاك عيونا
وعرضت دينا لا محالة انه
من خير اديان البرية دينا
لو لا الملامة او حذار مسبة
لوجدتني سمحا بذاك ضنينا
ثم قام أبو طالب يذب عن رسول الله (ص) من سنة ثمان من مولده الى السنة العاشرة من النبوة وذلك اثنان وأربعون سنة.
وقال الواقدي اصاب أبا طالب سهم عام الفجار فكان يتوجع منه.
صفحة ١٨