ويقولون: «أنافت الدراهم عن المئة». فيعدون الفعل «أناف» ب«عن»، والصواب أن يعدى ب«على». هذا واستعمل بعضهم المجرد من هذا الفعل، فقال: «بحثت عنها مدة تنوف على ثلثين سنة»، وخطأ من أنكر هذا الاستعمال وعد: ناف ينوف، أفصح من: أناف ينيف. وليته أيد ادعاءه هذا بشواهد تثبت صحته!
تروق للقراء
ويقولون: «مباحث تروق مطالعتها للقراء» و«لم يرق له هذا الأمر». فيعدون الفعل «راق» باللام، والصواب أن يعدى بنفسه فيقال: «تروق مطالعتها القراء» و«لم يرقه هذا الأمر». وإن قيل هذا ابن الفارض عداه باللام بقوله في يائيته المشهورة: «لم يرق لي منزل بعد النقا»، قلنا من أدرانا أنه لم يقل: «لم يرقني»، ثم تحرفت بعد ذلك بالنسخ والطبع وتحولت إلى: «لم يرق لي»؟!
لا يخفى عن القراء. لا أخفيكم
ويقولون: «لا يخفى عن القراء». فيعدون الفعل «خفي» ب«عن». والصواب أن يعدى ب«على». أما احتجاج بعضهم بقول الشريف الرضي:
وتلفتت عيني فمذ خفيت
عني الطلول تلفت القلب
فمردود بأن الرواية الصحيحة لهذا البيت ليست بكلمة «خفيت»، بل بكلمة «عزبت» أو «بعدت». وبعضهم يقول: «لا أخفيكم»، ولعله يقيسها على: لا أكتمكم، عند من يعدي «كتم» إلى مفعولين، نحو: كتمت زيدا الحديث. والصواب أن يقال: «لا يخفى عليكم» أو «لا أخفي عنكم». ويقولون: «وهذه الأمور كانت مخفية عنهم»، والصواب: مخفاة؛ لأن «خفي» لازم، فلا يبنى منه اسم مفعول، بل يبنى من «أخفى». وبعضهم يعدي «أخفي» ب«على»، فيقول: «لا أخفي على مطالعي هذه المجلة»، والصواب أن يعدى ب«عن» كما رأيت.
أبدل واستبدل
وكثيرا ما يخطئون في استعمال «أبدل» و«استبدل»، فيسلطونهما على المبدل منه أو المراد إعطاؤه، ويجرون البدل أو المراد أخذه بالباء. فيقولون مثلا: «لا تبدل الهدى بالضلال» و«لا تستبدل الذهب بالخشب»، والصواب بالعكس: أي أن ينصب البدل ويجر المبدل منه، فيقال: «لا تبدل الضلال بالهدى» و«لا تستبدل الخشب بالذهب». وعليه الآية:
صفحة غير معروفة