لا أقتني لصروفِ دهري عدةً ... حتى كأنَّ خطوبه أحلافي
شيمٌ عرفتُ بهنَّ إذْ أنا يافعٌ ... ولقد عرفتُ بمثلها أسلافي
قال أيضًا:
وقد علمتْ سراةُ الحيّ أنا ... لنا الجبلُ الممنَّع جانباهُ
يفيءُ الراغبون إلى ذراهُ ... ويلجأ الخائفون إلى ذراهُ
قال أيضًا:
لئنْ خلق الأنامُ لحسو كأسٍ ... ومزمارٍ وطنبورٍ وعودِ
فلم يخلقْ بنو حمدان إلاَّ ... لمجدٍ، أو لبأسٍ، أو لجودِ
قال أبو فراس:
لنا بيتٌ على عنق الثريا ... بعيد مذاهب الأطنابِ سامِ
تظللهُ الفوارسُ بالعوالي ... وتفرشهُ الولائدُ بالطعامِ
قال أبو العشائر الحمداني:
أاخا الفوارس لو رأيتَ مواقفي ... والخيل من تحت الفوارس تخبط
لقرأت منها ما تخط يد الوغى ... والبيض تشكل والأسنة تنقط
قال أبو زهير:
وقد علمت بما لاقته منا ... قبائلُ يعرب وابني نزارِ
لقيناهم بأرماح طوالٍ ... تبشرهمُ بأعمارٍ قصارِ
قال أبو نصر:
ولو شئتُ علمتُ المكارم شيمتي ... ولكنني بالمكرماتِ رفيقُ
أخافُ عليها أنْ تجودَ بنفسها ... إذا ما أتاها في الزمان مضيقُ
قال ذو الكفايتين:
أذالهمُ ذلُّ الهزيمة فانحنت ... قناةُ الظهور واستقام الأخادِع
وكان لهم لبس المعصفر عادةً ... فحاطت لهم منه السيوف القواطع
بطرتم فطرتم والعصا زجرُ من عصا ... وتقوم عبد الهون بالهونِ نافع
تبسمت والخيلُ العتاقُ عوابسٌ ... وأقدمت والبيض الرقاقُ هوالع
صدعت بصبح النصر ليل جموعهم ... وكيف بقاءُ الليل والصبح صادع
فما النصر منآدٌ ولا النصر خاذلٌ ... ولا النصل خوانٌ ولا السهم طالع
أنشد الشيخ أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الطيب الباخرزي، للأمير علي بن محمد الصلحي الناجم بالحجاز:
وسرجي فراشي والحسام مضاجعي ... وعدةُ حربي لا ذوات الخلاخلِ
ورمحي يعاطيني البعيد لأنني ... تناولت ما أعيا على المتناولِ
ولي همةٌ تسمو على كل همة ... ولي أملٌ أعيا على كل آملِ
ولي من بني قحطان أنصار دولة ... بطاريقُ من أنجاد كلّ القبائل
فأجابه الحسن بن يحيى الحكاك المكي:
رويدك ليس الحق ينفي بباطلِ ... وليس مجدٌّ في الأمور كهازل
كزعمك أن الدرع لبسك في الوغى ... وذاك لجبن فيك غير مزابل
وهل ينفعنَّ السيف يومًا ضجيعه ... إذا لم يضاجعه بيقظة باسل
فهلا اتخذت الصبر درعًا وجنةً ... كما الصبرُ درعي في الخطوب النوازل
وتفخر أن أصبحت مأمول عصبةٍ ... فأخسس بمأمولٍ وأخسسْ بأمل
وهل هي إلا في تراث جمعته ... فهلا غدت في بذل عرف ونائل
كما همنا فاعلم إغاثة سائل ... وإسعافُ ملهوف وإغناء عائلِ
فلا تغترر بالليث عند خدوره ... فكم خادرٍ فاجي بوثبة صائلِ
قال الفرزدق:
لنا العزة القعساءُ والعددُ الذي ... عليه إذا عدَّ الحصى يتحلف
تراهم قعودًا حوله وعيونهم ... مكسرةٌ أبصارها ما تصرف
وبيتان بيت الله نحن ولاته ... وبيتٌ بأعلى إيلياءَ مشرفُ
نرى الناس ما سرنا يسرون خلفنا ... وإنْ نحن أومأنا إلى الناس وقفوا
ولا عزَّ إلا عزنا قاهر له ... ويسألنا النصف الذليل فننصفُ
ألوفُ ألوفٍ من رجالٍ ومن قنًا ... وخيل كريعان الجراد وحرشفُ
وإن فتنوا يومًا ضربنا رؤوسهم ... على الدين حتى يقبل المتألفُ
سيعلم من سامى تميمًا إذا هوت ... قوائمه في البحر من يتخلفُ
فسعدٌ جيال العزَ والبحر مالكٌ ... فلا حضنٌ يبلى ولا البحر ينزفُ
إذا ما احتبت لي دارمٌ عند غاية ... جريتُ إليها جري من يتعطرفُ
وسعد كأهل الردم لو فض عنهم ... لماجوا كما ماج الجراد وطوفوا
هم يعدلون الأرضَ لولاهم التفت ... على الناس أو كادت تميل فتنشفُ
قال أيضًا:
يقري المئين رميمَ أعظم غالب ... فسعى بها ومفك كلَّ أسيرِ
والمستغاث به فما كحباله ... للمستجير بها حبالُ مجيرِ
1 / 23