التذكرة في الوعظ

ابن الجوزي ت. 597 هجري
62

التذكرة في الوعظ

محقق

أحمد عبد الوهاب فتيح

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

وسما بهمته الى الدَّار الَّتِي رب الْعباد لمن أطَاع أعدهَا لم يخلق الرَّحْمَن أحسن منْظرًا مِنْهَا سوى عبد تبوأ كلدها بَاب الْقُرْآن يقدمنا إِلَى المتاجر الرابحة وَنحن عَنْهَا متأخرون وَالْقُرْآن يزهدنا فِي الدُّنْيَا الفانية وَنحن فِيهَا راغبون مَا راعينا حق نعم الله علينا حق رعايتها وَلَا تلقيناها بِمَا لزمنا لَهَا من كرامتها هَذَا رَسُول الله ﷺ تروى أخباره فليتنا أتبعنا وَهَذَا كتاب الله تتلى علينا آيَاته فبأيها انتفعنا يَا نعما طالما كفرناها بهَا قوينا أَن نعصى الله وَيَا نفوسا لَو أَنَّهَا رحمت لم نك فِي سهوة أطعناها وَيَا علوما مَا كَانَ أنفعها لَو أننا فِي الْهدى اتبعناها قد حفظنا الْعُلُوم متقنة لَكِن بأعمالنا أضعناها طُوبَى لنَفس بعلمها عملت واتخذته دَلِيل مسراها فنادت إِلَى أَن بربها اتَّصَلت ثمَّ أناحت بِهِ مطاياها وآثرت قربه فآثرها كَذَاك لما ارتضته أرضاها بَاب الْمُسلمُونَ قوم انقادوا لله بِالدُّخُولِ فِي دينه فَلَمَّا تمكن التَّوْحِيد من قُلُوبهم التزموا بِطَاعَتِهِ وتمكنت من قُلُوبهم وجوارحهم سلت أَرْوَاحهم عَن كل حب سوى حبه فَلَمَّا أحبوه لهجوا بِذكرِهِ وتنافسوا فِي قربه فَلَمَّا قدمُوا عَلَيْهِ حلوا

1 / 79