التذكرة في الوعظ
محقق
أحمد عبد الوهاب فتيح
الناشر
دار المعرفة
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٠٦
مكان النشر
بيروت
الْمجْلس الرَّابِع وَالْعشْرُونَ طلب الْوِصَال
الْحَمد لله المستمر الدَّوَام والبقاء وَهُوَ اهل الْحَمد وَالشُّكْر والمدح وَالثنَاء هُوَ الرب الْوَاحِد وكل من سواهُ مربوب لَيْسَ لعاقل من دونه معبود وَلَا لعارف غَيره مَحْبُوب خلق الْخلق ليربحوا عَلَيْهِ ثمَّ شرع لَهُم مَا يقربهُمْ بِهِ إِلَيْهِ ويحظيهم بِهِ لَدَيْهِ فَالصَّلَاة نورهم وَالصَّوْم طهورهم فَمن أَقَامَ الصَّلَاة وادام الصّيام فقد حصل لَهُ بربه الِاتِّصَال وَتمّ عَلَيْهِ مِنْهُ الإنعام وَمن لَا صَلَاة لَهُ صَلَاة لَهُ وَلَا صِيَام فَهُوَ أضلّ سَبِيلا من بَهِيمَة الْأَنْعَام نصبت لَهُ مَوَائِد الْكَرم فَلم يجلس مَعَ الْكِرَام الَّذين أخمصوا بطونهم من فضول الطَّعَام وأصمتوا ألسنتهم عَن لاغيات الْكَلَام وفرغوا قُلُوبهم للمناجاة فِي جنح الظلام فارتقوا إِلَى ذرْوَة الرزق وَسقط غَيرهم فِي مهول الْحَرَام مسني الضّر من ركُوب ذنو ب أثقلتني بالوزر والآثام كم زمَان مُعظم فِيهِ ترجى تَوْبَة من ركُوب ذَنْب حرَام ثمَّ يمْضِي يومي وشهري وعامي وسقامي كَمَا عهِدت سقامي خَادِم الله لَا يمل من الْخدمَة حَتَّى يسقى بكأس الحمامي
1 / 223