201

التذكرة في الوعظ

محقق

أحمد عبد الوهاب فتيح

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

فَذَلِك قَوْله فَلَا أقسم بمواقع النُّجُوم وَقيل بل كَانَ فِي كل سنة يستنسخ من اللَّوْح الْمَحْفُوظ فِي لَيْلَة الْقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الْأمة فِي تِلْكَ السّنة فيكتبه السفرة فِي هَذِه اللَّيْلَة كَمَا قَالَ تَعَالَى فِيهَا يفرق كل امْر حَكِيم وَإِنَّمَا سميت هَذِه اللَّيْلَة لَيْلَة الْقدر لِأَن الله تَعَالَى يقدر فِيهَا امْر السّنة إِلَى السّنة الْأُخْرَى أَحْكَام بِلَاده وعباده وَكَذَلِكَ عظم الله اجرها بقوله وَمَا أَدْرَاك مَا لَيْلَة الْقدر تعجيبا لنَبيه ﷺ من جلال قدرهَا ثمَّ نبه على شرفها وفضلها فَقَالَ لَيْلَة الْقدر خير من ألف شهر قَالَ مُجَاهِد قِيَامهَا وَالْعَمَل فِيهَا خير من قيام ألف شهر ثمَّ قَالَ تَعَالَى تنزل الْمَلَائِكَة وَالروح فيهاالروح هُوَ جِبْرِيل ﵇ يهْبط جِبْرِيل وَالْمَلَائِكَة إِلَى أَرض الْقدر بِإِذن رَبهم أَي بأَمْره ينزلون كَمَا قَالَ تَعَالَى عَن الْمَلَائِكَة وَمَا نَتَنَزَّل إِلَّا بِأَمْر رَبك قَوْله من كل أَمر أَي ينزلون بِكُل أَمر من الْخَيْر وَالْبركَة لصوم شهر رَمَضَان وَفِي قَوْله سَلام هيأمران أَحدهمَا انها لَيْلَة سليمَة من كل آفَة وعاهة وبلاء وفتنة حَتَّى مطلع الْفجْر أَي إِلَى مطلع فجرها الثَّانِي ان الْمَلَائِكَة إِذا مروا بِمُؤْمِن أَو مُؤمنَة فِي الصَّلَاة سلمُوا عَلَيْهِ من ربه يَقُولُونَ سَلام عَلَيْك يَا مُؤمن تصيب كَذَا وَكَذَا من الْخَيْر يخبرونه بِمَا سيلقى فِي سنته حَتَّى يقولواله وَأَنت متزوج فُلَانَة وَلَا يسلمُونَ على مدمن خمر وَلَا سَاحر وَلَا كَاهِن وَلَا مصر على الزِّنَا

1 / 218