التذكرة في الوعظ

ابن الجوزي ت. 597 هجري
19

التذكرة في الوعظ

محقق

أحمد عبد الوهاب فتيح

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

لاظنه من الْكَاذِبين وَكفر السخط كفر ابليس حِين قَالَ أرأيتك هَذَا الَّذِي كرمت عَليّ وَجَمِيع اقسام الْكفْر مُشْتَقَّة من هذَيْن الْقسمَيْنِ وَكفر السخط بليته اعظم البليتين لَان الشاك قد يُؤمن اذا اتَّضَح الْيَقِين واما الساخط فعلى بَصِيرَة كفر بِرَبّ الْعَالمين ثَانِيًا الْبِدْعَة ثَانِيهَا الْبِدْعَة وَهِي قِسْمَانِ مكفرة ومضللة فَمن سلم مِنْهُمَا فقد سلم لَهُ اسلامه وهداه وَمن ابتلى بِإِحْدَاهُمَا فقد حاد عَن طَرِيق الاسلام اَوْ تاه عَن سَبِيل النجَاة ثَالِثا الْغَفْلَة ثَالِثهَا الْغَفْلَة عَن ذكر الله فَإِن الْمعْصِيَة الى الغافل اسرع من انحدار الصَّخْرَة الى الْمَكَان السافل رَابِعا حب الدُّنْيَا وَرَابِعهَا حب الدُّنْيَا فان مثل الْمُحب لَهَا وَلَو كابد الْعِبَادَة كَمثل ناشر الارز يرفع رجلا وَيَضَع اخرى وَمن مَكَانَهُ لَا يبرح وَكَذَلِكَ الَّذِي شغل بحب الدُّنْيَا قلبه وبالعبادة جوارحه ترَاهُ طول عمره يتَقرَّب الى الله بظواهره وَيبعد عَنهُ بِقَلْبِه

1 / 36