التذكرة في الوعظ

ابن الجوزي ت. 597 هجري
171

التذكرة في الوعظ

محقق

أحمد عبد الوهاب فتيح

الناشر

دار المعرفة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٠٦

مكان النشر

بيروت

وَهِي قَوْله تَعَالَى سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا من الْمَسْجِد الْحَرَام الى الْمَسْجِد الْأَقْصَى الَّذِي باركنا حوله لنريه من آيَاتنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيع الْبَصِير أَكثر النَّاس يَقُولُونَ سُبْحَانَ اللهوما يعْرفُونَ مَعْنَاهَا وَهِي فِي لُغَة الْعَرَب تَعْنِي التَّنْزِيه والتعجب فقولنا سُبْحَانَ الله أَي تَنْزِيه الله من كل سوء وتبريئه من كل نقص وتعجب من وَصفه بِمَا لَا يَلِيق بِهِ من الْوَلَد والصاحبة وَالشَّرِيك وَغير ذَلِك مِمَّا برِئ مِنْهُ وَتَعَالَى عَنهُ فَقَوله أسرى بِعَبْدِهِ أَي سيره بِاللَّيْلِ والسرى لَا يكون إِلَّا بِاللَّيْلِ خَاصَّة والعبدهو مُحَمَّد ﷺ وَالْمَسْجِد الحرامفهو مَسْجِد مَكَّة المحتوي على الْكَعْبَة وَأما الْمَسْجِد الْأَقْصَى فَهُوَ مَسْجِد الْمُقَدّس الَّذِي باركنا حوله أَي جعلنَا مَا حف بِهِ مُبَارَكًا وَذَلِكَ جَمِيع بِلَاد الشَّام رأى لَهَا مزية على غَيرهَا فِي البركات من الدُّنْيَا وَالْآخِرَة لنريه من آيَاتنَا أَنه هُوَ السَّمِيع الْبَصِير الْآيَات هِيَ الْعَجَائِب وَكم أطلع الله نبيه لَيْلَة الْمِعْرَاج على بِنَاء عَظِيم وَأمر عَجِيب إِنَّه هُوَ السَّمِيع البصيرهو الله ﷾ أَي أَن الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ هُوَ السَّمِيع الْبَصِير وَقيل هُوَ النَّبِي ﷺ أَي ان العَبْد الَّذِي أسرينا بِهِ هُوَ سميع لما أُوحِي إِلَيْهِ بَصِير بِمَا حكى عَلَيْهِ أَيهَا الزائر الَّذِي رام وصلا قد رَأَيْنَاك للَّذي رمت أَهلا إِلَيْهِ سمعا لما يُقَال فهدى كَلِمَات الرِّضَا على السّمع تتلى وَإِذا مَا أميطت فاحفظ حسن آدَاب مَا على الْعين تجلا

1 / 188