154

التذكرة بأحوال الموتى وأمور الآخرة

محقق

الدكتور

الناشر

مكتبة دار المنهاج للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٥ هـ

مكان النشر

الرياض

ذلك فأعاذها، فأرسل ميكائيل فاستعاذت منه فأعاذها، فبعث عزرائيل فاستعاذت منه فلم يعذها فأخذ منها، فقال الرب ﵎: أما استعاذت بي منك؟ قال: نعم.
قال: فهلا رحمتها كما رحمها صاحباك؟ قال: يا رب طاعتك أوجب علي من رحمتي إياها.
قال الله ﷿: اذهب فأنت ملك الموت سلطتك على قبض أرواحهم فبكى فقال ما يبكيك؟ فقال: يا رب إنك تخلق من هذا الخلق أنبياء وأصفياء ومرسلين، وإنك لم تخلق خلقًا أكره إليهم من الموت، فإذا عرفوني أبغضوني وشتموني.
قال الله تعالى: [إني سأجعل للموت عللًا وأسبابًا ينسبون الموت إليها ولا يذكرونك معها]، فخلق الله الأوجاع وسائر الحتوف.
وقد روى هذا الخبر عن ابن عباس، قال: رفعت تربة آدم من ستة أرضين وأكثرها من السادسة ولم يكن فيها من الأرض السابعة شيء، لأن فيها نار جهنم قال: فلما أتى ملك الموت بالتربة قال له ربه: أما استعاذت بي منك، الحديث بلفظه ومعناه ذكره القتيبي وزاد فقالت الأرض: يا

1 / 265