تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام
الناشر
دار الإمام الشافعي للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥هـ - ٢٠١٤مـ
تصانيف
ومن سنن الصيام:
١٤ - تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من شهر رمضان:
اتفق الفقهاء على أنه يندب إحياء ليلة القدر؛ لفعل النبي ﷺ، فقد روى أبو سعيد الخدري ﵁ أن رسول الله ﷺ جاور في العشر الأواخر من رمضان، ولما ورد عن عائشة ﵂ أن النبي ﷺ: «كَانَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ» (١)، والقصد منه إحياء ليلة القدر؛ ولقوله ﷺ: ««مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ (٢).
ويكون إحياء ليلة القدر: بالصلاة، وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، وأن يكثر من دعاء: «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني»؛ لحديث عائشة ﵂ قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر ما أقول فيها؟ قال: «قولي: اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني».
قال ابن علان بعد ذكر هذا الحديث: فيه إيماء إلى أن أهم المطالب انفكاك الإنسان من تبعات الذنوب، وطهارته من دنس العيوب، فإن بالطهارة من ذلك يتأهل للانتظام في سلك حزب الله، وحزب الله هم المفلحون (٣).
قال ابن حزم ﵀:
«وَأَجْمعُوا أَن لَيْلَة الْقدر حق، وَأَنَّهَا فِي كل سنة لَيْلَة وَاحِدَة» (٤).
(١) أخرجه مسلم (١١٧٤). (٢) أخرجه البخاري (١٩٠١). (٣) انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية (٣٥/ ٣٦٢). (٤) انظر: مراتب الإجماع لابن حزم (٤١).
1 / 76