تذكير الأنام بسنن وآداب الصيام
الناشر
دار الإمام الشافعي للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٥هـ - ٢٠١٤مـ
تصانيف
«حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن» أي: والسبب في زيادة كرمه، ومضاعفة جوده، يرجع إلى أمرين: التقاؤه بجبريل، ومدارسته للقرآن.
«فلرسول الله ﷺ أجود بالخير من الريح المرسلة» أي: كان نبينا ﷺ أكرم وأكثر عطاءً وفعلًا للخير، وأعظم نفعًا للخلق من الريح الطيبة التي يرسلها الله بالغيث والرحمة، تسوق السحاب إلى الأرض الميتة، تحييها بالنبات الذي يتغذى به الحيوان، وينتفع به الإنسان؛ لأنّها قد تتخلف عن العطاء، أما عطاؤه ﷺ فلا يتخلف أبدًا، ولا يقف عند حد؛ ولأنّها إنما تعطى الدنيا فقط، أما نبينا ﷺ فإنه يعطي الدنيا والآخرة؛ لأنه جاء بنعمة الإِسلام التي تتحقق بها سعادة الناس في الدارين، هذا بالإِضافة إلى أنه ﷺ كان مضرب الأمثال في جوده وكرمه، ففي الحديث عن ابن عباس ﵄: «أنه ﷺ كان لا يُسْألُ شيئًا إلاّ أعطاه» (١)، أخرجه أحمد (٢).
وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ﵁، قَالَ: قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ أِيُّ الصَّوْمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «صَوْمُ شَعْبَانَ تَعْظِيمًا لِرَمَضَانَ». قَالَ: فَأِيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «صَدَقَةٌ فِي رَمَضَانَ» (٣).
قال الإمام الشافعي ﵀: «فأحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان؛ اقتداءً برسول الله ﷺ؛ ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، وتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم» (٤).
_________
(١) أخرجه أحمد في «المسند» (٢٠٤٢).
(٢) منار القاري شرح مختصر صحيح البخاري، حمزة محمد قاسم (١/ ٥٣ - ٥٥).
(٣) أخرجه الترمذي في «سننه» (٦٦٣)، وقال الألباني: ضعيف، والبيهقي في «السنن الكبرى» (٨٥١٧).
(٤) أخرجه البيهقي في «معرفة السنن والآثار» (٩٠٦٣).
1 / 41