تذكير الأخيار بفضائل المكث في مكان أداء الصلاة وقراءة الأذكار
الناشر
بدون
رقم الإصدار
الثانية
سنة النشر
١٤٤٣ هـ - ٢٠٢٢ م
تصانيف
خَرَجَ نَبِيُّ اللَّهِ ﷺ، فَقَالَ: "إِنِّي قُلْتُ لَكُمْ: سَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ، أَلَا إِنَّهَا تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ" (^١).
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إِنَّهَا عَدَلَتْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ لِأَجْلِ هَذَا الِاسْمِ، الَّذِي هُوَ (الصَّمَدُ) فَإِنَّهُ لَا يُوجَدُ فِي غَيْرِهَا مِنَ السُّوَرِ، وَكَذَلِكَ (أَحَدٌ). وَقِيلَ: إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ أَثْلَاثًا؛ ثُلُثًا مِنْهُ أَحْكَامٌ، وَثُلُثًا مِنْهُ وَعْدٌ وَوَعِيدٌ، وَثُلُثًا مِنْهُ أَسْمَاءٌ وَصِفَاتٌ، وَقَدْ جَمَعَتْ (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) أَحَدَ الْأَثْلَاثِ، وَهُوَ الْأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ. وَدَلَّ عَلَى هَذَا التَّأْوِيلُ مَا فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ. "إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَعَزَّ جَزَّأَ الْقُرْآنَ ثَلَاثَةَ أَجْزَاءٍ، فَجَعَلَ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)﴾ جُزْءًا مِنْ أَجْزَاءِ الْقُرْآنِ" (^٢). وَهَذَا نَصٌّ؛ وَبِهَذَا الْمَعْنَى سُمِّيَتْ سُورَةُ الْإِخْلَاصِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ" (^٣).
(^١) رواه مسلم (٨١٢). (^٢) رواه مسلم (٢٦٠). (^٣) تفسير القرطبي (٢٠/ ٢٢١) [سورة الإخلاص].
1 / 78