قال الله تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك} وقال تعالى: {فاستمسك بالذي أوحي إليك} الآية. وقال تعالى: {اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم}. أبو داود عن نصر بن عاصم الليئي قال: أتينا اليشكري في رهط من بني ليث، فقال: من القوم؟ فقلنا: بنو الليث أتيناك نسألك عن حديث حذيفة فقال: أقبلنا مع أبي موسى قافلين وغلت الدواب بالكوفة، قال: فسألت أبا موسى أنا وصاحب لي فأذن لنا فقدمنا الكوفة فقلت لصاحبي: أنا داخل المسجد فإذا قامت السوق خرجت إليك فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث رجل قال: فقمت عليهم فجاء رجل فقام إلى جنبي قال: فقلت: من هذا؟ قال أبصري أنت؟ قلت: نعم قال: قد عرفت ولو كنت كوفيا لم تسأل عن هذا, هذا حذيفة قال: فدنوت منه فسمعت حذيفة يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر وعرفت أن الخير لن يسبقني. قال: فقلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: ((يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه)) ثلاث مرات. قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: ((فتنة وشر)) قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: ((هدنة على دخن وجماعة على أقذاء فيها أو فيهم)) قلت: يا رسول الله الهدنة على الدخن ما هي؟ قال: ((لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه)) قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: ((فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار فإن مت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من أن تتبع أحدهم)) وخرج أبو بكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو خالد الأحمر عن عبد الحميد بن جعفر عن سعيد بن أبي سعيد عن أبي شريح الخزاعي قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أبشروا أبشروا؟ أليس تشهدون أن لا إله إلا الله وأني محمد رسول الله)) قالوا: نعم قال: ((فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرفه بأيديكم فتمسكوا به فإنكم لن تضلوا ولن تهلكوا بعده أبدا)) وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم , إني تارك فيكم ثقلين, أحدهما أكبر من الآخر, كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض, طرفه في يد الله عز وجل, وطرفه في أيديكم فاستمسكوا به, إلا وعترتي, وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((قد خلفت شيئين لن تضلوا بعدي ما أخذتم بهما, وعملتم بما فيهما, كتاب الله وسنتي, خرجهما الوايلي رحمه الله في كتاب الإبانة من طرق.
الباب الخامس عشر في أن أفضل الخلق إيمانا من عمل بكتاب الله عز وجل
أبو داود الطيالسي عن محمد بن أبي حميد عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال: كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((أتدرون أي الخلق أفضل؟)) قلنا: الملائكة قال: ((وحق لهم بل غيرهم)) قلنا: الأنبياء, قال: ((وحق لهم بل غيرهم)) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((أفضل الخلق إيمانا أقوام في أصلاب الرجال يؤمنون بي ولم يروني, يجدون ورقا فيعملون بما فيه, فهم أفضل الخلق إيمانا)). وروى صالح بن جبير عن أبي جمعة قال: قلنا: يا رسول الله هل أحد خير منا؟ قال: ((نعم قوم يجيئون من بعدكم فيجدون كتابا بين لوحين يؤمنون بما فيه, ويؤمنون بي ولم يروني)) قال أبو عمر ابن عبد البر: أبو جمعة له صحبة واسمه حبيب بن سباع, وصالح بن جبير من ثقات التابعين.
صفحة ٧٥