قال العلماء: من فضل القرآن أنه كلام رب العالمين غير مخلوق، كلام من ليس كمثله شيء، وصفة من ليس له شبيه ولا ند، ولولا أنه سبحانه جعل في قلوب عباده من القوة على حمله ما جعله ليتدبروه وليعتبروه وليتذكروا ما فيه من طاعته وعبادته وأداء حقوقه وفرائضه لضعفت ولا اندكت بثقله أو لتضعضعت له وأنى تطيقه وهو يقول تعالى جده وقوله الحق {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله} فأين قوة القلوب من قوة الجبال؟ ولكن الله تعالى رزق عباده من القوة على حمله ما شاء أن يرزقهم فضلا منه ورحمة. الترمذي عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((ما أذن الله لعبد في شيء أفضل من ركعتين يصليهما وأن البر ليدر على رأس العبد ما دام في صلاته، وما تقرب العبد إلى الله بمثل ما خرج منه)) قال أبو النضر: يعني القرآن. قال حديث حسن غريب. وروي مرسلا.
صفحة ٣٤