208

============================================================

وولي بهاء الدين أيضا تدريس الشيخونية، وخطابة جامع ابن طولون، ومشيخة الميعادية، وإفتاء دار العدل.

ولما عزل آخوه تاج الدين عبد الوهاب بن السبكي عن قضاء دمشق في خامس شعبان سنة ثلاث وستين ولي بهاء الدين السبكي هذا قضاء دمشق، وولي تاج الدين وظائف آخيه بهاء الدين بالقاهرة . ودخل بهاء الدين دمشق اخر نهار الثلاثاء رابع شهر رمضان سنة ثلاث وستين، وسكن بالمدرسة الراكنية بدمشق، وإليه مع قضاء دمشق نظر الأوقاف بها وتدريس الغزالية والعادلية . وكان قليل المباشرة لأمور القضاء ، وغالبها ياشرها ابن آخته القاضي بدر الدين محمد بن القاضي تقي الدين آبي الفتح السبكي لتفويضه ذلك إليه .

ثم ولي بهاء الدين تدريس الناصرية الجوانية بعد موت مدرسها القاضي ناصر الدين محمد بن الشرف يعقوب الحلبي كاتب السر بدمشق وحلب.

واستمر على قضاء دمشق إلى أوائل سنة أربع وستين، وفي صفر منها استدعي إلى 99/ القاهرة على وظائفه بها، واعيد ( آخوه تاج الدين عبد الوهاب إلى قضاء دمشق، فدخلها بكرة يوم الثلاثاء رابع عشر ربيع الأخر منها.

ومن شعره قصيدة نبوئة أنشدها بالروضة الشريفة وهو واقف مكسوف الرآس، وقد انشدنيها المقرئ شهاب الدين أحمد بن أحمد بن عثمان الدآمنهوري نزيل مكة سماعا وشيخنا القاضي زين الدين ، أبو بكر بن حسين الشافعي إجازة قالا : أنشدناها ناظمها بهاء الدين السبكي بالروضة النبوئة ، ومنها - وهو أولها - قوله : [من الطويل] وبادر ففي التأخير أعظم خشية تيقظ لنفس عن هداها تولت وقد بلغت من غيها كل بغية فحتام لا يلوى لرشد عنانها نهاها فليست منه بالمطمئنة وأمارة بالسوء لوامة لمن عن الفعل إخوان التقى والمبرة إذا أزمعت امرا فليس يردها بو مرة يشنيه فى كل مرة وإن مر فعل الخير في بالها اتثنى

ولي قدم لو قلمت لظلامة لطارت ولو آني دعيت لفزية لكنت كذي رجلين رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلت 214

صفحة ٢١٢