323

التعليقة على كتاب سيبويه

محقق

د. عوض بن حمد القوزي (الأستاذ المشارك بكلية الآداب)

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠هـ - ١٩٩٠م

تصانيف

قال أبو العباس: إن قال قائل: لم لا يجوز: نِعْمَ رجلًا هو زيدٌ، فيؤكد المضمر في نِعْمَ؟ قيل: لا يجوز، لأنك تنوي به أن يكون قبل رجل، والشيء المضمر على شريطة التفسير لا يوصف قبل ذكر المُفسِّر.
قال أبو علي: إذا قلت: نِعْمَ الرجُل هو، فهو بمنزلة زيد لو قُلت زيدٌ، وكذلك لو قال: نِعْمَ رجلًا هو، لم يجز إلا أن تنوي به التقديم كأنك قُلت: هو نِعْمَ رجلًا، فهو مرتفع بالابتداء.
قال: فهذا تقديره، وليس معناهُ كمعناه.
قال ابو علي: قوله: ليس معناه كمعناه، أي ليس معنى أخُوه كالرَّجل لأن قولك: (أخُوهُ) مختص، و(الرَّجُل) شائع، فتقدير (الرَّجل) تقدير (أخُوه) في أنه يرجع إلى المبتدأ منه راجع كما يرجع من (أخوه) وليس معناه كمعناه في العموم والخصوص.
قال: ويدلك على أن عبد الله ليس تفسيرًا للمضمر أنه لا يعمل فيه (نِعْمَ) بنصب ولا برفع، ولا يكون عليها أبدًا في شيء.
قال أبو علي: ما يكون منصوبًا بفعل فقد يجوز أن يرتفع به في ثانٍ وذلك أنك إذا قلت: ضَرَبَ عبدُ اللهِ زيدًا فقد يجوز أن يكون

1 / 324