النَّعِيمِ﴾، أي: يكونون جالسين على سرر مرفوعة في البساتين والأنهار، تجري من بين أيديهم، ينظرون إليها من أعالي أسرتهم وقصورهم (١).
الثانية: قوله تعالي: ﴿دَعْوَاهُمْ﴾، أي: دعاؤهم، أي: طلبهم لما يشتهون حال كونهم ﴿فِيهَا﴾ أي: في الجنة.
﴿سُبْحَانَكَ﴾، أي: نُنَزِّهُك عن كل ما لا يليق بجلال ألُوهيتك.
﴿اللَّهُمَّ﴾، أي: يا الله. فإذا الذي طلبوه بين أيديهم على موائد كل مائدة ميل في ميل، على كل مائدة سبعون ألف صحفة في كل صحفة لون من الطعام لا يشبه بعضها بعضًا، فإذا فرغوا من الطعام حمدوا الله تعالى، فذلك قوله تعالى: ﴿وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ﴾ الآية، أو أنَّ المراد بقوله: ﴿سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ﴾ اشتغال أهل الجنَّة بالتسبيح والتحميد
_________
(١) فجملة ﴿تَجْرِي ....﴾ إلخ، استئناف، أو خبر ثان أو حال من الضمير المنصوب على المعنى الثاني. وقوله: ﴿فِي جَنَّاتِ ....﴾ إلخ، خبر ثالث أو حال من الضمير قبله، أو حال ثانية، أو حال من الأنهار، أو متعلق بـ (تجري) أو (بيهدي)، وإنما جمع الجنات لأن الجنان على ما ذكره ابن عباس ﵄ سبع: جنة الفردوس، وجنة عدن، وجنة نعيم، ودار الخلد، وجنة المأوى، ودار السلام، وعلِّيُّون، وفي كل واحدة منها مراتب ودرجات متفاوتة على حسب تفاوت العمل والعمال. اهـ، المصنف.
وقوله: ﴿دَعْوَاهُمْ﴾ مبتدأ، والظرف بعده حال من ضميره. و﴿سُبْحَانَكَ﴾: خبر منصوب بفعل متعدٍّ، والجملة خبر، وإنما لم يؤت بالرابط. لأنَّ الخبر عين المبتدإ في المعنى، أو لأنَّ ﴿سُبْحانَ﴾ عَلَمُ جنس للتسبيح، وإن كان أصل نصبه بتعدِّي الفعل. اهـ، المصنف.
1 / 28