190

التعازي

محقق

إبراهيم محمد حسن الجمل

الناشر

نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

قال الوليد بن عقبة عند الموت وهو بالبليخ من أرض الجزيرة: اللهم، إن كان أهل الكوفة صدقوا علي، فلا تلق روحي منك روحًا ولا ريحانًا، وإن كانوا كذبوا علي فلا ترضهم بأمير، ولا ترض أميرًا عنهم، وانتقم لي منهم واجعله كفارة لما لا يعلمون من ذنوبي. قال أبو الحسن عن علي بن سليمان: دخل عمر بن عبد العزيز على رجل وهو يجود بنفسه، فقال له: استغفر الله، فقيل له: يا أبا حفص، لو لقنته شهادة أن لا إله إلا الله، فقال عمر: إن لا إله إلا الله من ذنبه، وله ذنوب يستغفر الله منها، فإذا استغفر الله فقد وحده، وإن المستغفر الخائف بعرض خير. وقال أبو الحسن المدائني عن المنهال بن عبد الملك، مولى بني أمية حبس هشام بن عبد الملك عياض بن مسلم كاتب الوليد بن يزيد وضربه وألبسه المسوح فلم يزل محبوسًا مدة هشام، فلما ثقل هشام وصار في حد من لا يرجى برؤه رهقته غشية، فظنوا أنه قد مات، أرسل عياض ابن مسلم إلى الخزان أن احتفظوا بما في أيديكم، فلا يصلن أحد إلى شيء وأفاق هشام من غشيته، فأرسل يطلب شيئًا من الخزان فمنع. فقال هشام:

1 / 236