قال جالينوس: وينبغي أن يحفظ عن أبقراط يعني بالاستفراغ استفراغ جميع الكيموسات بالسوء أو يعني بالتنقية والنقاء استفراغ الكيموس الرديء في كيفيته. استفراغ جميع الأخلاط بالسواء يكون بالفصد خاصة أصح مما يكون بغيره ويقرب منه الاستفراغ الذي يكون بالشرط B على الكعبين (58) وبعده والستفراغ الذي يكون بالرياضة والدلك والحمام وبالعرض الذي يكون بترك الطعام. البطن إنما يميل عن الأعتدال إلى اللين إذا قل ما ينفذ إلى الكبد من الغذاء الذي يهضم في المعدة، وإنما يميل عن الأعتدال إلى اليبس إذا نفذ جميع ما في ذلك الغذاء من الرطوبة إلى الكبد. [=aph 21] الشهوة الكلية تكون إما من برد مزاج المعدة وإما من كيموس حامض قد تشربه جرمها، ولذلك ينبغي أن يطعموا طعاما دسما دهنيا لا قبض فيه ولا عفوصة ويسقون عليه نبيذا أحمر اللون من غير ما. [=aph 29] من علته هي الغالبة لقوته لكن يتنحى عنه بعد أن تتقدم. فتندر بما يكون من عاقبة مرضه فقط. [=aph 33] صحة الذهن علامة جيدة محمودة تدل على صحة الدماغ واغشيته والنخاع والحجاب وكل عضو عصبي لاسيما ما كان قريبا من الدماغ. والهشاشة للطعام وحبس موقعه تدل على صحة المعدة والكبد وما يليهما والفواد نفسه. وحس التنفس وجودة النبض تدل على مثل ذلك A في القلب. [=aph 37] الأشياء التي (59) ينبغي أن تستفرغ من البدن أربعة: المرة الصفراء، والمرة السوداء، والبلغم، والفضلة المائية. والدواء الذي يستفرغ كل واحد من هذه بالإسهال كان أو بالقيء إذا لم يجد منه في البدن فضلا جاذب الدم واللحم واستكرههما لينتزع منهما ما فيهما مما يلايمه (60) فيعرض من ذلك دوار أو مغس أو غشي يعسر خروج ما يخرج من ذلك. [=aph 42] السكتة تكون إذا لم يمكن الروح النفساني أن يجري إلى ما دون الرأس إما لعلة من جنس الورم حدثت في الدماغ وإما لأن بطون الدماغ امتلأت من رطوبة بلغمية. وبحسب مقدار السبب الفاعل لهذا المرض يكون مقدار عظمه وشدته. وعلامة القوى منها من الضعيف مأخوذة من حال النفس فأنه إن عدم حركة النفس فإن ذلك يكون أعظم وأوحى ما يكون من السكتة. وإن كان يتنفس باستكراه فسكته قوية. وإن كان يتنفس من غير مجاهدة واستكراه غير أن تنفسه مختلف غير لازم لنظام واحد ومع ذلك B ربما فتر التنفس فسكتته قوية إلا أنها أنقص من الأولى. ومتى كان يتنفس تنفسا لازما لنظام ما فسكتته ضعيفة. وإن تأتيت في أمره أبريته. وما كان على غير ما وصفنا فليس يمكن أن ييرأ (61). [=aph 43] الزبد يكون من اختلاط (62) ورطوبة بعد أن ينقسم كل واحد منهما إلى أجزاء كثيرة ثم يشتبكان فيحدث ما بينهما عبب صغار كثيرة. ليس يمكن أن يرتفع من المعدة شيء الا بعد حركة قيء أو غشي. [=aph 47] تغير الدم الجيد هو اغتذاء الأعضاء به، وتغيره الرديء هو أن يعفن عفن معه نتن. وتغيره المتوسط بين الجيد والرديء هو أن يصير مدة. وذلك أن المدة حال بين الجيدة والرديئة من تغيير الدم. تولد المدة يكون من الحرارة الخارجة عن الطبع ومن الحرارة الغريزية معا. وذلك أنه يعرض للدم من الاستحالة الشبيهة بالغليان والاحتراق. فإذا استكمل الاحتراق صار ما يبقى منه قيحا وهو بمنزلة الرماد من الخشب الذي يحرق. والوجع في وقت تولد المدة يكون من تمديد المادة للعضو واستخانها. A
صفحة ٦٦